تتسلق أعصاب رجال الإسعاف في تبوك الكثير من الحكايات والمآسي المتمثلة في حوادث الطرق والحرائق وحالات المرضى التي يباشرونها على مدار الساعة، فهم دائما في حالة ترقب لأي طارئ تستقبله غرف العمليات، غير أن البلاغات الكاذبة التي تستقبلها غرفة العمليات ترهق أعصابهم. «عكاظ» شهدت يوما حافلا بالعمل مع فرقة من الهلال الأحمر بتبوك وكان الحديث بداية مع المتحدث الرسمي للهلال الأحمر بتبوك حسام الصالح والذي كشف عن حجم الاستعدادات والتجهيزات التي تنهض بها الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر بمنطقة تبوك، فضلا عن تكثيف الجهود تبوك لتعزيز المراكز الإسعافية في كل المواقع خلال الأيام العادية وأيضا خلال مواسم العمرة والحج ابتداء من مركز حالة عمار على الحدود مرورا بالخط الدولي وجميع مراكزها بالمحافظات ومدينة تبوك وبمتابعة دائمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله رئيس هية الهلال الأحمر . وفي مركز الإسعاف حيث كان جرس الهاتف لا يكف عن الرنين جلس عدد من المسعفين متحفزين للانطلاق لمباشرة الطوارئ التي تصل عبر الهاتف أو عن طريق أي جهة أخرى، وسرد رجال الإسعاف ذكرياتهم مع الدم والحوادث الفاجعة، مؤكدين أن المعسف لا بد أن يكون إيمانه قويا وأن يتحمل كل ما يعرض له من مشاهد قاسية وصعبة. من جهته، قال المسعف علي سلامة العنزي: «نحن نستشعر دائما الأجر العظيم في هذه المهنة، لذلك لا نتبرم ولا نتأفف من تلك الحوادث، نحاول دائما أن نصل قبل الجميع لعل الله أن يكتب لنا أجر إنقاذ الناس ولهذا فإننا نعمل بجد وإخلاص لإكمال مهماتنا الإنسانية». وأضاف: «تظل البلاغات في عطل نهاية الأسبوع هي الأكثر وغالبا ما تكون حوادث سيارات أو بلاغات لبعض المرضى المصابين بأمراض الضغط والسكر». وفي نفس السياق، أوضح حمد سعود أنهم يراقبون جهاز البلاغات بصفة مستمرة، إذ أن المسعف يكون على أهبة الاستعداد لأن المواطن لا يهمه معرفة الصعوبات أو الزحام الذي يقابلنا أحيانا ونحن في طريقنا إلى مكان الحادث. فهو يهمه أن نقدم له هذه الخدمة الجليلة ونحن نحاول دائما أن نذلل كل الصعوبات في سبيل الوصول دائما بأقصى سرعة. ويذكر المسعف تركي مطر العنزي أنه في يوم من أيام رمضان لم يتمكن هو ومن معه من تناول وجبة الإفطار إلا بعد الساعة التاسعة مساء نظرا لبعد المسافة التي وقع بها حادث مروري لأحد الأشخاص. ورغم هذا قدمنا الإسعاف اللازم والصورة الجيدة للهلال الأحمر، واحتسبنا الأجر عند الله بكل صبر وثبات. وقال كل من نوح أحمد رازم وأحمد إبراهيم الغريب بصوت واحد: «المشكلة الوحيدة التي تقابلنا أحيانا هي تجمهر الناس حول الحوادث وهو ما يعطل عملنا أحيانا، لذلك يجب أن يكون هناك وعي تام بمهامنا الإنسانية ويجب على المواطن أن يساعدنا قدر المستطاع من خلال وعيه في تجنب التجمهر وفتح الطريق مباشرة لسيارة الإسعاف». تفويت الفرصة وقال عبدالعزيز العقيلي: «نعاني أحيانا من تلك البلاغات الكاذبة، ولا يعلم أصحاب تلك البلاغات الكاذبة أنهم يفوتون الفرصة أحيانا لإنقاذ أرواح تستحق أن نصلها بالوقت المناسب لولا أن أهدرنا وقتا في ملاحقة بلاغ كاذب».