لا يزال ملف الكسارات في مدينة جدة يشهد الكثير من الجدل غير الواضح المعالم ففي الوقت الذي تنشط فيه الجولات التفتيشية والرقابية لعدد من الجهات لفرض الغرامات وإشعار الإغلاق للكسارات التي لا تطبق المواصفات البيئية والاشتراطات الصحية المطلوبة، يطالب مواطنون بإزالتها وإخراجها بعيدا عن النطاق العمراني بسبب التلوث البيئي الكبير الذي تسببه والخطر المحدق بالصحة العامة خصوصا على الجهاز التنفسي. وتفاعلت قضية الكسارات حتى وصلت إلى تهديد الأهالي بتقديم شكوى رسمية لديوان المظالم ضد ملاك 31 كسارة بسبب الآثار الصحية التي تضرروا منها طوال السنوات الماضية دون مبالاة بصحتهم من الأضرار الناجمة عنها من الآثار التي انعكست على الوضع الصحي داخل أحياء بريمان بفعل الأتربة والروائح المنبعثة من مداخنها. وطالبوا السكان بسرعة نقل نشاط هذه الكسارات إلى منطقة عسفان أو أي منطقة أخرى خارج النطاق العمراني إثر تضررهم من جراء انتشار الغبار الصادر منها حيث أصيب معظم السكان من الأطفال والنساء وكبار السن بأمراض مزمنة كالربو والالتهابات التنفسية والحساسية وأضاف السكان مع الأسف أن معظم العاملين في الكسارات وافدون وقالوا أنها تغلق مع الفجر فيما تعاود نشاطها في الليل مطالبين الجهات المختصة بالتدخل لإيجاد حل لإنقاذ حياة المواطنين وذكروا الأهالي أنهم استغاثوا بالجهات الأمنية لكنها أحالتهم إلى الأرصاد وحماية البيئة. وأشار الأهالي إلى أن جميع الجهات المختصة أثبتت خطورة هذه الكسارة على البيئة والكائنات الحية ومع مطالبتنا المتكررة بنقلها إلا أننا لم نجد أي تجاوب وفي الوقت الذي يقول فيه مسؤول بأمانة جدة أن شركة الخرسانة المسلحة طلبت مهلة للانتقال لموقعها الجديد شمال جدة. وأوضح علي العمري من سكان حي بريمان أن مصانع الكسارات تسببت لهم في الكثير من المشاكل فالإزعاج لا ينقطع مع بداية عملها ولا رائحة الدخان المضر والذي يبقى في الهواء فترة طويلة وتمنى أن يحسم الجدل في هذا الخصوص وأن يغلق الملف بنقلها حفاظا على البيئة والصحة العامة. فيما اعتبر فهد الأحمري أن الكسارات تتطلب العمل في بيئة مراقبة ويتوفر بها مناخ خاص لتعمل بطاقتها الكاملة بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان وليس كما يحدث الآن حيث تلوث الأدخنة الأحياء التي تتواجد فيها مضيفا بأن الشاحنات التابعة لها تتسبب في الازدحام وشغل الكثير من المواقف الجانبية وأعمال الحفر وجلب الصخور وتنشر الضوضاء بشكل مستمر في الأحياء، وطالب الجهات ذات العلاقة بإنهاء هذا الموضوع بصورة سريعة. وقال سامي الثقفي إنه من البديهي أن تكون مصانع الخرسانة خارج النطاق السكاني لأن وقوعها داخله ينشر الضرر البيئي والصحي ولا تتوقف المعاناة هنا بل تمتد خاصة مع تكاثر تلك المعامل والمصانع وطالب أمانة جدة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بإنهاء هذه المشكلة المستمرة منذ سنوات في أكثر من حي وموقع. وأضاف سعد المطيري وصالح المطيري وخالد العيبي وسعد السلمي: معاناتنا تفاقمت بوجود الكسارة التي تنفث إلينا الأتربة والروائح الكريهة ودخانا كثيفا يغطي سماء منازلنا بالإضافة إلى المياه المتسربة منها مشكلة مستنقعات آسنة تنذر بالخطورة لاسيما مع انتشار الضنك، ورغم كل الأضرار التي نعانيها فالشركات تعمل دون تصريح رسمي حيث بدأت العمل فيه منذ 7 سنوات، وتقدمنا بشكوى مع السكان ضد الشركة للجهات المعنية، ورغم صدور أوامر بإزالة الضرر عنا إلا أننا لم نر أي تطبيق على أرض الواقع فاستمرت في العمل رغم ما تصدره من الأضرار لنا. وأشاروا إلى تقديم شكوى أخرى ضد شركات الكسارات إلى هيئة الأرصاد وحماية البيئة وبلدية بريمان. بينما يلفت فهد الصاعدي أحد المستثمرين في مصانع الكسارات أن الموضوع متشعب ويحتاج إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف معتبرا أن تعميم الأخطاء على كل الكسارات أمر غير مقبول لأن المعضلة الأكبر هي عدم تطبيق الكثير من المصانع للاشتراطات التي تقدمها الجهات المختصة فلا تجد سجلا بيئيا مرجعيا يبين تاريخ الصيانة أو تعبيد الطرق وتنظيفها لمنع تراكم الغبار مشيرا إلى أن مطالبات السكان يفترض أن ينظر لها بعناية دون أن يتكبد أصحاب المصانع خسائر بسبب هذا الأمر. واقترح محمد المعافي وهو رجل أعمال إلى الخروج بعملية توافق في هذه القضية التي أصبح النقاش بها طويلا معتبرا أن الحل الأمثل هو إيجاد مواقع مخصصة تكون ملتزمة بمعايير السلامة المطلوبة وتنهي ما يهدد السكان والبيئة إضافة إلى ما يعانيه المواطنون من اختناقات مرورية بسبب حركة الشاحنات وإزعاجها المتواصل وتطاير الأتربة والحجارة منها وتسبب الخطر على سلامة مستخدمي الطريق. تمديد العمل وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بتمديد عمل 31 كسارة في مواقعها الحالية شرق منطقة بريمان حتى شهر رمضان المقبل حتى يتسنى لملاك الكسارات ترتيب إجراءات نقلها للمواقع المقترحة للنقل والتي سيتم الإعلان عنها. وأوضح رئيس بلدية بريمان المهندس عبدالله العجمي أن التمديد ينتهي في 14 رمضان المقبل حتى يتم تجهيز الموقع الجديد، بعد انتهاء تمديدها السابق في شهر رمضان الماضي وذلك بطلب من ملاك هذه الكسارات، مشيرا إلى متابعة الكسارات، والتي بلغ عددها 31 كسارة.