أوضح عضو المجلس البلدي المنتخب عن الدائرة الأولى في جدة وعضو اللجنة المشكلة لدراسة أوضاع الكسارات بسام أخضر أن قرار إغلاق الكسارات، انعكس إيجابيا على أهالي منطقة أحياء شرق الخط السريع وتحديدا سكان حي بريمان. وأضاف في تصريح صحفي أمس عقب الجدل الذي أثير حول ضرورة إغلاق الكسارات من عدمها، أن جميع خبراء البيئة والصحة أكدت مضار هذه الكسارات على صحة المواطن والصحة العامة والتلوث البيئي، لما تطلقه من أبخرة وغازات مرافقة للغبار أثناء عملها، لاسيما وأنها تعمل داخل النطاق السكاني لحي بريمان كما أن عددها يتجاوز 47 كسارة وأكثر من 56 مصنع خرساني وخلاط إسفلتي، إضافة وهذا الأهم أن أصحاب الكسارات لم يلتزموا بالاشتراطات اللازمة لجعل عمل الكسارات أقل ضررا على السكان والبيئة. وأشار أخضر إلى أن هناك العديد من الأضرار التي لحقت البنية التحتية لحي بريمان، أبرزها إتلاف طبقة إسفلت الشوارع نظرا لمرور أكثر من 2000 شاحنة يوميا على المدخل الوحيد للحي، مبينا أن هذه الشاحنات تسبب اختناقات مرورية يومية، حيث شوارع الحي ضيقة جدا ولا تسمح بكل هذا الكم من عبور الشاحنات، مؤكدا أنه حتى تلك الشاحنات الناقلة للبحص لا تلتزم بمعايير السلامة المطلوبة، مبينا أن الحجارة الصغيرة تتطاير منها بسبب سرعتهم الجنونية وعدم وضع أغطية على الحمولة، مشيرا إلى أنه تضرر شخصيا من تلك الحجارة حيث كسرت زجاج سيارته أثناء جولته التفقدية على الكسارات مؤخرا. وبين عضو المجلس البلدي أن العمالة (والعديد منهم مخالف لنظام الإقامة والعمل)، ينتشرون في الحي مسببين القلق للأهالي على أبنائهم، هذا عدا عن الأضرار الصحية التي تسببها الكسارات لأهالي الأحياء حيث تنتشر الأتربة والغبار كل يوم في فضاء الحي ناقلة الأمراض الصدرية والربو والتحجر الرئوي للسكان وتحديدا الأطفال منهم كون جهاز المناعة لم يكتمل لديهم بعد حسب ماأخبرني به الأطباء. وأوضح أخضر عقب زيارته لمدارس الحي أن جميع فصول وأروقة تلك المدارس التي اطلع عليها مليئة بالأتربة والغبار ، لافتا إلى أنه لا جدوى من تنظيف المدارس، لأن عمل الكسارات متواصل على مدار الساعة، إضافة إلى أن طلاب المدارس وتحفيظ القرآن الكريم لايستطيعون ممارسة أي نشاط رياضي، بسبب استنشاقهم للغبار، كما أن الأهالي لايستطيعون اللجوء إلى متنزهات الحي بسبب الغيوم من الأتربة التي تبعثها تلك الكسارات. وأشار أخضر إلى أنه بعد كل هذه المشاكل التي تسببها الكسارات، فإن إغلاقها أصبح من المصلحة العامة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية الإسراع في إيجاد حلول تضمن لأصحاب الكسارات استمرار العمل، لكن ليس على حساب صحة المواطن، مبينا أن أفضل ما يمكن تقديمه في هذا المجال هو الإسراع في النقل، إلى جبل العد على طريق الليث، كما وجه بذلك صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، وريثما تتم عملية النقل، فإني أطالب أصحاب الكسارات الالتزام بالاشتراطات البيئية لعملها والتي أقرتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ومنها تركيب أجهزة الفلاتر الخاصة بكبح تطاير الغبار الناتج عن عمل الكسارات، ، وتشجير المنطقة لتخفيف حدة التلوث، وإلزام أصحاب الكسارات بتعبيد الطرق التي أهلكتها الشاحنات الكثيرة، والمحافظة على النظافة، حيث أصبح التلوث ظاهرة، فالعابرون إلى منطقة الكسارات يلاحظون مدى التلوث من رمي المخلفات على جانبي الطريق. وطالب أخضر بالاسراع في ردم الحفريات الناتجة عن عمليات جلب الصخور والحصى بعد الانتهاء من استغلالها بطرق سليمة، إضافة إلى استخدام المياه على الطواحين لمنع انتشار الغبار. من جانب أخر كشف الخيبر البيئي الدكتور محمد الحاج حسين أنه أجرى دراسة على الكسارات والمصانع الواقعة شرق الخط السريع، وتبين له أن 90 في المائة من الكسارات تفتقر إلى وسائل السلامة التي تعتبر ضرورية لكل كسارة. وأبان حسين الدراسة شملت 40 كسارة حيث تم رصد خمسة كسارات فقط تستخدم فلاتر تنقية أما الكسارات الأخرى لايوجد بها أية فلاتر وأن المواطنين المجاورين لتلك الكسارات الخرسانية لا يسعون إلى أبعاد تلك الكسارات بقدر حماية أنفسهم من مخاطرها وإصلاح أوضاعها وتعديلها بشكل يضمن سلامة الجميع بما في ذلك العاملون في تلك الكسارات . وأشار الخيبر إلى أن أبرز مخاطر هذه الكسارات تأثيرها الكبير والواضح على نوعية التربة والمياه الجوفية الموجودة فيها مبينا أن لقاءئتنا السابقة مع سكان الإحياء المجاورة كشفت تضررهم الكبير من تلك الكسارات وشكاويهم للمجلس البلدي مما أستدعى الى الوقوف بجانب الأهالي.