لا تزال معاناة سكان حي بريمان شرق جدة مستمرة بسبب وجود الكسارات إلى جوارهم حيث يعاني الكثيرون من مرض الربو، فيما اضطر معظم المدارس إلى إلغاء الطابور الصباحي بسبب انتشار الغبار الذي تنفثه هذه الكسارات في الاتجاهات كافة، كما تعددت حالات الغياب بين الطلاب والطالبات، وتعددت الذبحات الصدرية بينهم أثناء الدوام الرسمي. عن هذه المعاناة يقول كل من سالم المعبدي، حمد الحربي، وبدر المعبدي: لا تزال معاناتنا مستمرة بسبب هذه الكسارات وما تسببه لنا ولأبنائنا من أمراض مزمنة، منها الربو وصعوبة التنفس بسبب ما ينتج عنها من غبار يخيم على الحي بالكامل في أوقات متأخرة من الليل وإلى ساعات الصباح الأولي. وبيّنوا أنهم تقدموا بعدة شكاوى للجهات المعنية، ولكن دون جدوى رغم أن المجلس البلدي كان ولا يزال له دور فعال في هذه المشكلة، مطالبين بسرعة تدخل الجهات المختصة من أجل وضع حد لمعاناتهم، خاصة في ظل عدم التزام بعض الكسارات بتركيب الفلاتر ووجود مكثف في البعض الآخر. مدير مدرسة الإمام الشوكاني عبدالله العسيري يقول: هذه الكسارات الموجودة في الحي سببت لنا الكثير من المشكلات، وبصفة خاصة للطلاب الذين يسكنون في الحي حيث تضم المدرسة 720 طالبا، مما جعلنا نضطر إلى الغاء الطابور الصباحي في كثير من الاحيان، كما تشهد المدرسة كثيرًا من حالات الذبحات الصدرية لطلابها وغياب بعضهم بسبب ضيق التنفس الذي تسببه هذه الأغبرة الناتجة من الكسارات، وأعتقد أن معضمها ليس نظاميًا لأنها يتم تشغيلها في ساعات متأخرة من الليل، وهو ما يؤثر على الجو في ساعات الصباح الاولى، وبالتالي يؤثر على الطلاب من الناحية العلمية، مضيفا: “ما نرجوه أن تبادر الجهات صاحبة الاختصاص بايجاد حلول سريعة لهذه المشكلة”. وفي ذات الاتجاه تحدثت ل “المدينة” هاتفيا مديرة الابتدائية ال 164 بحي بريمان وداد محمد باصبرين، موضحة أن هذه الكسارات تسببت في أضرار صحية ل 70% من منسوبات المدرسة من معلمات وطالبات يعانين حاليا من الربو. وأضافت: رشحت المدرسة ضمن 50 مدرسة مشاركة في برنامج “فينا خير” تحت شعار (مدرستي مسؤوليتي)، حيث تتولى الطالبات مسؤولية المحافظة على مدرستهن من حيث النظافة وعمليات التنسيق، ولكن للأسف البيئة التي تقع فيها المدرسة لا تساعد على ذلك بسبب الغبار الذي يغطي كل ركن فيها، وما ينتج عنه من تراكم الاتربة داخلها لأن المنطقة ترابية، كما ان المدرسة في مبنى مستأجر ونعاني من طفوح بيارات الصرف الصحي داخلها، ولقد أخبرنا مسؤول الصيانة في إدارة التربية والتعليم بالمشكلة إلا أنه أفاد بأنها من اختصاص صاحب العمارة حسب العقد الذي تم توقيعه معه غير أن صاحب المبنى غير متجاوب معنا نهائيا، أضف إلى ذلك الروائح الناتجة من المحرقة التي تسبب لنا الكثير من الإزعاج، وكل هذا يؤثر على العملية التعليمية التي يجب أن تكون في بيئة سليمة وصحية. ********************* الصحة: 264 من أهالي بريمان مصابون بالربو كشف تقرير صحي عن إصابة 264 مواطنا من سكان حي بريمان بمرض الربو راجعوا المركز الصحي في الحي خلال العام الماضي (1431ه)، تردد حوالى 60% من هذه الحالات على المركز أكثر من مرة. أكد ذلك ل "المدينة" مصدر مسؤول في وزارة الصحة تعليقا على الشكوى المقدمة من أهالي بريمان بسبب تضررهم من الكسارات الموجودة شمال شرق الحي وما سببته لهم من أمراض مزمنة كالربو والالتهابات التنفسية. ********************* المجلس البلدي: نتابع المشكلة وأبوابنا مفتوحة لشكاوى المواطنين أكد مسؤول في المجلس البلدي ل “المدينة” أن المجلس يتابع مشكلة كسارات بريمان ويضع شكاوى الأهالي ضمن اهتماماته، وأبوابه مفتوحة للجميع. وأوضح أن سمو أمير منطقة مكةالمكرمة كان قد أصدر قرارا يقضي بمنح مهلة لأصحاب التراخيص المجددة إلى نهاية عام 1435ه، بحيث يستمر عمل تلك التي وفرت أجهزة كبح الملوثات إلى حين انتهاء تراخيصهم، ومن ثم نقلهم للمواقع البديلة، وإيقاف منح أي تراخيص جديدة للكسارات في بريمان على أن توجه طلبات رخص التعدين الجديدة إلى مجمع جبل العدة بمحافظة جدة الواقع على طريق الليث، وعدم تجديد أي تراخيص للكسارات الحالية بالموقع. وأضاف أن سمو أمير المنطقة رأى منح أصحاب الكسارات التي لم توفر أجهزة كبح الملوثات مدة ستة أشهر لتوفيرها من أجل السماح لهم بالعمل لحين انتهاء تراخيصهم بشرط الالتزام بتركيب الفلاتر للكسارات والخلاطات، واعتماد العقود من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ومن ثم نقلها للمواقع البديلة في الموعد المحدد. وأوضح المصدر أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة هي المسؤولة عن الأضرار البيئية التي تسببها هذه الكسارات، وهي المعنية باتخاذ الإجراءات النظامية بحق كل من من يتضح عدم التزامه بتركيب الفلتر والمكثف. ********************* 8 أيام وبيان “الأرصاد” لم يصدر بعد! “المدينة” أجرت اتصالا هاتفيا بالمتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني في محاولة لاستكمال آراء الجهات المعنية بهذه القضية، فأجاب بأنهم في طور الإعداد لإصدار بيان حول مشكلة مجمع كسارات بريمان وشكوى الأهالي من أضرارها عليهم، مضيفا أنه سيتم تزويد “المدينة” بنسخة منه خلال اليومين المقبلين، إلا أنه مضى على هذه الإفادة أكثر من ثمانية أيام حتى الآن دون أن يصلنا أي بيان أو إفادة حول هذه المشكلة. وعلى مدى الثمانية أيام الماضية حاولت “المدينة” الاتصال بمتحدث الرئاسة عشرات المرات لمعرفة موعد صدور البيان، ولكن لا أحد يجيب.