ليس من أمة تتقدم دون أن تقرأ فوقت القراءة فيه المفتاح الأكبر نحو القمة والمجد ، وفي ظل غياب المكتبات العامة تضطلع الجامعات بدور كبير في تفعيل الدور الغائب وإحاطتها بالكثير من الرعاية والاهتمام لأنها البذرة التي إن نجح بذرها صلح الحصاد وطاب الثمر. في داخل جامعة الملك عبدالعزيز مكتبة كبيرة تضم آلاف الكتب في مختلف التخصصات لكنّ حجم الاستفادة منها يكشفه الطلاب حيث التقت «عكاظ» بعدد منهم حيث قال عبدالملك عبدالواحد أحد الطلاب المنتسبين إنه يستغرب من قلة الاهتمام بالقراءة داخل المكتبة رغم أنها تجمع الكتب العلمية والدراسية إضافة للمعلومات العامة وفي شتى المجالات ورمى باللائمة على الشباب الذي أصبح لا يقرأ رغم أنّ هذه المرحلة الجامعية الأكثر مناسبة للقراءة خصوصًا وأنها مرحلة التعلم والاستزادة وأضاف أنه يسكن مع الهدوء في المكتبة ولاصوت سوى للموظفين والإداريين وقليل من الطلبة الذين يحضرون غالبًا للاستفادة من معمل الانترنت داخل أروقة المكتبة. بدوره تحدث علاء عبدالرحمن بعد أن هم بالمغادرة بعد استعارة أحد الكتب عن ضعف الإقبال والحضور إلى المكتبة الجامعية وذكر أن أحد الطلاب تخرّج من الجامعة وهو لم يعرف موقع المكتبة المركزية وتمنى من بعض أعضاء هيئة التدريس أن يكلفوا الطلاب بعمل عدد من التكاليف والبحث عنها بين أرفف الكتب ليتعلّموا قيمة الكتاب. فيما اقترح الطالب فهد الشهري الذي يدرس علم النفس تفعيل دور المكتبة عن طريق الإعلانات ومحاولة جذب القراء بإقامة بعض الفعاليات بها وذلك لن يحدث إلا بعد إقامة قاعة تدريب تلفت الانتباه لها لتكون مركزًا مهما للتدريب والتواصل مضيفًا إلى ضرورة عقد شراكات متعددة من داخل الجامعة وخارجها لتطوير الأداء داخل المكتبة ، وأوضح أنه كان يستمتع في السابق حين يدخل المكتبة باقتنائه كتابًا والذهاب إلى الدور العلوي في صالة القراءة غير أنّ المكان أغلق ولم يعد ترميمه حتى الآن. وتحدث عبدالعزيز السميري طالب اللغة الانجليزية أنه يتمنى أن يكون الحد الأعلى للاستعارة أعلى من أربعة كتب في المرة الواحدة لأنهم يحتاجون أحيانًا إلى مراجع كثيرة، وطالب أن يصل الحد الى عشرة كتب مع وجود ضمانات يقدمها الطالب لتسترجع المكتبة حقها إن أخل الطالب بالتزامه وتمنى السميري أن يعاد طلاء المكتبة بألوان زاهية وتغيير الأثاث القديم لتحرّض الطلاب على القراءة إضافة إلى تحديث المكتبة بأحدث الإصدارات خصوصًا الجامعية منها. عبدالمجيد الغامدي يدرس في جامعة جازان ذكر أنه تواجد قبل أسابيع لأمر مهم في جدة وقام بزيارة المكتبة لكنه أبدى استغرابه من عدم الاستفادة من محتوياتها القيّمة وتفاصيلها المختلفة بعدد من اللغات واعتبر أنّ موقع المكتبة الجغرافي بعيد عن مركز الحركة الجامعية وربما وقوعها في هذا المكان أثّر بشكل كبير على الإقبال عليها وتابع الغامدي أن نظام البحث الالكتروني عن محتويات بعض الكتب لا يعطيك أحيانًا القراءة الصحيحة وعندما تبحث في الأرفف عن الكتاب المطلوب لا تجده في كثير من الأحيان وحكى أنه حين أراد أن يستعير كتابًا باسم أحد أصدقائه من داخل الجامعة لم يتم الموافقة عليه بسبب عدم وجود تصنيف ورقم خاص في محتوى الكتاب وهو ما يدلّل على وجوب النظر بشكل فوري لوضع المكتبة خاصة وهي تحمل اسم جامعة الملك عبدالعزيز . من ناحيته أوضح عميد شؤون المكتبات المكلف الدكتور نبيل قمّصاني عن أنّ العمادة في طور تطوير الكثير من الأمور المتعلقة بالمكتبة وذلك سعيًا منها في خدمة الطالب وكل ما من شأنه أن ينشر الفائدة خصوصًا على المستوى الأكاديمي.