أصبحت مشاعل محمد عنصراً شاذاً بين نظيراتها من الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 18 و25 عاماً، بعد أن قررت تخصيص ثلاث ساعات في اليوم لقراءة كتبٍ تبحر في عالم التاريخ، وأخرى تحمل الطابع السياسي. وقالت الفتاة ذات ال(21 عاماً): «أجد متعة كبيرة في القراءة، فالكتاب هو الصديق الوحيد الذي يملأ وقت فراغي»، ومضت: «أفضل قراءة الكتب التي تعودت قراءتها منذ الصغر، على مشاهدتي التلفاز أو الدخول في عالم الإنترنت». وأرجعت مشاعل سبب تعلقها بالكتاب إلى والدها الذي غرس لديها حب القراءة منذ نعومة أظافرها، وتستطرد: «كان أبي يحرص على غرس حب القراءة بداخلي منذ طفولتي، إذ كان يهديني الكتب في كل مناسبة خاصة بى». وعما يعيقها عن ممارسة هواياتها (القراءة)، أفادت أن عملية اقتناء الكتب تتطلب توفير جزءٍ من المصروف، خصوصاً في ظل محدودية توافر مكتبات عامة يمكن للفرد استعارة بعض الكتب منها بهدف القراءة وإعادتها مرة أخرى، مشيرةً إلى أن المكتبات التي توفر مثل هذا النوع من الخدمة تقتصر على مكتبة الجامعة فقط. وفي الوقت الذي تبحث فيه مشاعل عن كتبٍ مجانية للقراءة والاطلاع، يممت نجلاء الحربي وجهها شطر شبكة (الإنترنت) لتحميل الكتب التي تروق لها قراءتها، وتتابع: «أحب القراءة، بيد أن شراء الكتب يتطلب تخصيص مبالغ مالية لا أستطيع توفيرها، خصوصاً أنني ما زلت طالبة، ما دفعني إلى الإبحار في مواقع (الإنترنت) المختصة في الكتب، وتحميل المجاني منها فقط»، لافتةً إلى أن عدم توفير مكتبات عامة يحد من عملية انتشار القراءة بين صفوف الفتيات، خصوصاً أن عمليات الشراء تكون مكلفة لكثيرات من الراغبات في الاطلاع. وفيما تحرص الأولى على القراءة يومياً، وتبحث الثانية عن الجديد من الكتب في مواقع (الإنترنت)، لم تطالع رحاب موسى (23 عاماً) في حياتها كتاباً يختلف في محتواه عن كتب المناهج الدراسية، وتعترف: «لم أقرأ في حياتي كتباً غير التي تتعلق بالدراسة الأكاديمية المجبرة على قراءتها». وتتفق معها آلاء فاروق بقولها: «لا أحب القراءة، وأقضي ما يتسع من وقت فراغي أمام التلفزيون». وبين تأرجح نسب قراءة الكتب في صفوف الفتيات وصعوبة اقتنائها لدى البعض الآخر، وعدم إقبال عدد منهن على قراءتها، تدخلت ميعاد محمد في الحديث وأشارت إلى أن قراءة الكتاب بالنسبة لها تعتمد على مزاجيتها فلا يوجد لديها وقت محدد للمطالعة، في حين تعتبر منيرة حمد إعجابها بموضوع الكتاب سبباً رئيساً في قراءته، إذ لا تقرأ إلا ما يعجبها وعلى فترات متفرقة. والمزاجية في القراءة ليست مقتصرة على ميعاد ومنيرة، فهناك الكثيرات من الفتيات اللائي يقرأن بين الحين والآخر، وأخريات يرين أن عصر الكتاب انتهى، في ظل توافر طرق أسرع للحصول على المعلومات، سواء من وسائل الإعلام المرئية، أو من طريق (الإنترنت). ووسط هذا التباين، تقول دعاء غازي: «لا أرى أن القراءة ستضيف لي شيئاً جديداً، إذ كل جديد أحصل عليه من خلال متابعتي للقنوات الفضائية»، معتقدةً أن وجود مكتبات عامة ليست فكرة تتناسب مع العصر الذي نعيشه، وأردفت: «إن عصرنا هذا أسهم في نشر المعلومة بطرق أوسع من اقتناء الكتاب ولم تعد القراءة الوسيلة التي تمد الفرد بالثقافة النهائية».