تنظم مكتبة الأمير سلمان المركزية في جامعة الملك سعود هذا الأسبوع نشاطًا باسم "أسبوع المكتبة والجامعة"، تقدم فيه مجموعة محاضرات وتستقبل الزوار وتعرّف الطلاب المستجدين بأقسام المكتبة، كما تكرّم عمداء شؤون المكتبات السابقين وكبار المهدين. وهذا النشاط يعدّ خطوة إيجابية نحو إخراج المكتبة من سكونها وإبراز نشاطها لمجتمع الجامعة. ويأمل منسوبو الجامعة أن تكون الأنشطة سارية على مدار العام وليست مقصورة على فترة زمنية احتفالية تعود بعدها المكتبة إلى سبات طويل. ومن يتعامل مع المكتبة المركزية بشكل دائم يجد أنها تعاني من مشكلات عميقة في الإدارة، وهي مشكلات تمنعها من مواكبة التطور الذي تشهده الجامعة بأكملها في فترة إدارة معالي الدكتور عبدالله العثمان. ومن المؤكد أنها بحاجة إلى عمل مضاعف وغربلة شاملة لكي تخرج من الحال التي هي عليها وتحل مشكلات ضعف التزويد بالكتب الحديثة وبالدوريات العلمية وخاصة باللغتين العربية والإنجليزية، وتجد وسيلة لمعالجة الافتقار إلى التنظيم الإلكتروني المتطور الذي ييسر التعاملات ويكشف عن الخلل بسرعة ودقة. ويلاحظ أن دوام المكتبة اليومي المفتوح للزوار قصير، فبعض المهتمين يفضلون الفترة المسائية للذهاب إلى المكتبة، ولكنهم يجدونها مقفلة. وقد تذمّر كثير من طلابي من عدم تمكنهم من الذهاب إلى المكتبة بعد محاضرتهم المسائية لكون المكتبة تقفل الأبواب قبل انتهاء محاضراتهم اليومية. ولو نظرنا إلى وضع المكتبات في الجامعات العالمية المتميزة لوجدناها مفتوحة طوال الأربع والعشرين ساعة مع إقفال بعض الأقسام بعد الساعة الثانية من منتصف الليل، ولكن أبواب المكتبة تظل مفتوحة للجميع بما في ذلك أيام نهاية الأسبوع، ويتناوب على الدوام فيها موظفون أغلبهم من الطلاب. وتستطيع المكتبة المركزية أن تحقق هذه الرغبة وتفتح فرصة لتوظيف الطلاب بالساعات طوال الأسبوع. وبهذا تصبح المكتبة مكانًا نشطًا يرتاده الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والزوار ويستفيدون من إمكانات المكتبة التي يمكن توفيرها بمواصفات عالية كخدمة الإنترنت ومركز الفيديو ومركز الصوتيات ومركز التصوير، واستثمار الغرف والقاعات في الجلوس وإجراء البحث وعقد الاجتماعات. وليس خافيًا أن المكتبة تقوم بدور محوري في العملية التعليمية بما توفره من بيئة مناسبة للبحث والدرس، ولايناسب أن يتعسّر على أحد الحصول على مصدر أو مرجع أساسي في مكتبة أكبر جامعة في بلادنا. وسبق أن تحدثت مع سعادة الدكتور جبريل عريشي حينما كان وكيلا لعمادة شؤون المكتبات للشؤون الفنية والتقنية عن الكتب التي لايجدها طلابي في المكتبة وهي ضمن قائمة المراجع المقررة عليهم، وكان يبذل جهدًا مشكورًا في السعي لتوفيرها. ولكنه من غير المجدي عمليًا أن يعاني الطلاب بشكل متكرر من الحصول على مراجعهم التي لاتأتي إلا بالشكوى ثم ينتظرون توفيرها فترة طويلة قد ينتهي الفصل الدراسي قبل أن تصل. كما يؤمل أن تحل مشكلة فقدان بعض الكتب التي توضع في غير أماكنها ويضيع الوقت في البحث عنها بين الأرفف وذلك بالاستفادة من النظام الإلكتروني الذي يدعم الكتب بشرائح إلكترونية ممغنطة مرتبطة بأرففها، وهذا مشروع يمكن أن تنهض به المكتبة في ظل النهضة الحالية للجامعة، وسوف يسهل ربط الكتب بأكوادها الإلكترونية التي تكتشف آليًا حركة تلك الكتب داخل المكتبة أو حينما تغادرها. أما افتقاد بعض الكتب بسبب الاستعارة وعدم وجود نسخ لاتعار، فيمكن الاستفادة من نظام الاستدعاء الذي تعمل به المكتبات الكبيرة التي لاترغب في تكديس نسخ كثيرة لكل عنوان، فيُستدعى الكتاب من صاحبه إذا طُلب على أن يعيده خلال أسبوع، ويكون التعامل بين المكتبة والمستفيدين إلكترونيًا بواسطة الإيميل. أما مشروع تحويل محتويات الكتب والمجلات وغيرها من أوعية المعلومات إلكترونياً لإتاحتها للمستفيدين عن طريق النت وتفعيل الشراكات مع المكتبات العالمية للاستفادة من محتوياتها، فهذا مشروع ضخم لانزال نؤمل أن تنهض به الجامعة، وقد كتبت عنه في هذه الزاوية في 21أكتوبر 2007، ولاتزال الأمنية قائمة وخاصة في ظل وجود الإدارة الحالية ذات الطموح الكبير والإرادة الفاعلة.