أعزائي القراء والأصدقاء والزملاء أطل عليكم من خلال هذه الجريدة بعد انقطاع ثلاثين عاما شرقت وغربت خلالها بين العديد من الجرائد والمجلات ولم أكن خلال هذه المدة إلا يثقلني الحنين إلى هذه الجريدة التي تعلمت من خلالها أ،ب الصحافة عندما كانت الصحافة الورقية لا تكتمل فرحة الصحفي إلا وهو يشم رائحة حبر ورصاص أحرفها. على كل حال أرجو أن لا أكون ضيفا ثقيلا وأن أمارس عشقي الصحفي على طريقة الكتاب المخضرمين الذين قد يجرحون ولكن لا يسيل دما، وقد كنت تواقا إلى أن أشارك زملائي الكتاب في ملاحظاتهم ونقدهم وحتى إطرائهم لكل بادرة جميلة تصدر من مسؤول دائرة حكومية سواء كان صغيرا أو كبيرا على اعتبار أن الصحافة ليس مضمونها النقد والملاحظة فقط وإنما إذا كان هناك من يستحق المدح والإطراء فليس هناك ما يمنع أن نقول كلمة الحق سواء كانت في صالح المسؤول أو ضده. وفي كل الأحوال أظن أن الساحة الصحفية تسع الجميع وتتقبل الكل وهي على استعداد لأن تقول للمخطئ اخطأت وللمصيب أصبت وشكرا. وهذه إطلالة لا بد منها وعلى «القارئ » تقبلها بعجرها وبجرها من كويتب شاءت له الأقدار أن تكون معشوقته الوحيدة في الحياة الصحافة التي دفع ثمنها غاليا أبسطها التنقل من مكان إلى آخر إلى أن وجد نفسه أخيرا لاجئا صحفيا في الشركة الوطنية للتوزيع التي على الأقل احتوتني من عواقب الزمان ولا زلت فيها أشم رائحة الصحف الورقية جميعا كل صباح ومساء وقد خففت علي قليلا من سهر الليالي عندما كانت الصحيفة تطبع طبعة واحدة ومع شروق الشمس تأخذها ساخنة كقرص العيش الحب. وسلامتكم.