هناك همس المجالس والندوات والمحاضرات والشركات والمؤسسات الصحفية والجميع يحاول طرح السؤال الصعب,هل تقضي الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية في المستقبل. وهل ستختفي تماما. هناك فريق يرى الجريدة المطبوعة على الورق لها العمر الطويل وهي الآن الحاضرة على الدوام مهما اشتد من حولها الزحام.. ويرى فريق آخر ان الصحف المكتوبة على الورق بناء صلب والصحف الإلكترونية صيحة متغيرة خاطفة ولامعة وبارقة. وهناك من يقول إن هناك صراعا بين الصحافة الورقية والإلكترونية، وهذا القول لا يشير إلى الحرب بمعنى التنافس بينهما، ولكن يشير إلى التكامل بينهما، وذلك لأن القائمين على الصحافة الإلكترونية والورقية هم متخصصون في المجال الإعلامي والصحفي. وإذا أردنا توضيح المسألة بشكل أكبر فسوف نقف أولا على عادات الإنسان في قراءة الأخبار الصحفية. ونحن نشاهد الصحف السعودية في سباق مع الزمن في انشاء مواقع الصحف الإلكترونية الى جانب الورقية .وظهرت في المملكة العديد من الصحف الإلكترونية التي أصبحت تنافس الصحف العالمية . نستطيع أن نقول إن الصحافة الورقية لها جاذبيتها الشديدة التي لا يمكن أن تفقدها، ففي دول العالم الفقيرة التي تعج وسائل مواصلاتها بالازدحام وطول ساعات السفر تعتبر الصحيفة الورقية من الأمور الأساسية والجوهرية التي تعين على تحمل ساعات السفر الطويلة، والحصول على المعلومات المرغوبة من خلال نوع الصحيفة الورقية المقروءة. لقد أبدى الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز وشركاؤه عدم تخوفه من اختفاء الصحافة الورقية، مؤكداً أن الصحافة الورقية لها رونقها وليس من السهل الاستغناء والعوض عنها وقراءتها عبر الصحافة الرقمية. وفي تعليق على محاضرة ألقاها رئيس تحرير جريدة الجزيرة خالد المالك احد أكبر الصحفيين السعوديين عن «اختفاء الصحافة الورقية متى وكيف؟!» في جامعة حائل انه شخصياً يقرأ جميع الصحف والمجلات عبر النسخة الورقية. وجريدة الجزيرة هي من اوائل الصحف السعودية التي أدخلت الصحافة الإلكترونيه (الجزيرة اون لاين). ولهذا نقول إن الصحافة الورقية تجذب الكثيرين ممن لا يرغبون في الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر، أو يجدون متعة كبيرة في تقليب صفحات الإصدارات المطبوعة بما تحويه من موضوعات مختلفة واعلانات، وأقسام متعددة قد لا تتوافر في الصحافة الإلكترونية. أكبر دليل على ذلك أنه على الرغم من لجوء الكثير من المؤسسات الصحفية الكبرى إلى إنشاء مواقع لها على الإنترنت حتى توفر كافة الخيارات أمام كافة العملاء، نجد أن مطبوعاتها الورقية مازالت تجذب العديد من الأفراد، كما أنها توزع عدد نسخ يقدر بالملايين، حتى في أكثر البلاد تقدماً (في الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب). وقد أجرت جريدة البيان الإماراتية استبياناً حول الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية، وشارك فيه 100 طالب وطالبة من الجامعيين، ذلك من خلال عدة أسئلة طرحت عليهم، بحثا عن اجابات بشأن المنافسة بين الوسيلتين، وصراع البقاء والفناء في عالم الاعلام، بما يمثله التقليدي «الورقي» و»التقني الإلكتروني» تشير نتائج الاستبيان إلى أن نسبة قراءة الصحف الورقية بشكل دائم تمثل 24 % وأحيانا 64 %، وإطلاقا 12 %، بينما بلغت نسبة تفضيل الطلبة لقراءة الصحف الإلكترونية 22 % دائما، و52 % احيانا، و26 % اطلاقا، وعن اقتناعهم بامكانية إلغاء الإلكترونية للورقية قال 16 % سيحدث ذلك بشكل دائم، و36 % احيانا، و48 % إطلاقا. عميد كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان الدكتور خالد الخاجة قال: يتضح من تحليل النتائج السابقة أن طلبة الجامعة، وهم من الفئات التي تتعاطى مع الإنترنت وشبكات التواصل بنسبة كبيرة، أنه قد جاءت نسبة قراءة الصحف الورقية أعلى من نسبة قراءة الصحف الإلكترونية، حيث كانت 22% من نسبة العينة، والثانية بنسبة 22% وهو أمر ملفت ويستحق الوقوف، فالقراءة ترجع إلى التعود. نستطيع أن نقول إن الصحافة الورقية لها جاذبيتها الشديدة التي لا يمكن أن تفقدها، ففي دول العالم الفقيرة التي تعج وسائل مواصلاتها بالازدحام وطول ساعات السفر تعتبر الصحيفة الورقية من الأمور الأساسية والجوهرية التي تعين على تحمل ساعات السفر الطويلة، والحصول على المعلومات المرغوبة من خلال نوع الصحيفة الورقية المقروءة. وأخيراً وليس بآخر نقول ان المحتوى هو الأساس سواء كان في الصحيفة الورقية أو الصحيفة الإلكترونية حيث ان الكتاب البارزين في الصحف الورقية يجذبون القراء من مختلف الأعمار. وسرعة نشر وتغطية الاخبار تجعل الصحف الإلكترونية أفضل .فالفكرة دائماً هي الأسمى وهي التي يبحث عنها الجميع، وليس جودة تصميمات التقنيات في الصحافة الإلكترونية وسيظل دائماً الجوهر أهم من المظهر في حياتنا العلمية والعملية. [email protected]