عبدالله آل طاوي مدير الشؤون الاجتماعية في جدة أوضح في جانب اختصاصهم برعاية الهائمين على وجوههم في الشوارع، وتحدث قائلا: «هناك جهة يطلق عليها دور الإخاء تحت مظلة وزارة الصحة وتقع عليها المسؤولية كاملة، لما لدور الصحة من مهام أساسية في علاجهم واحتوائهم، وأما فيما يخص دور وزارة الشؤون الاجتماعية فهو محدود جدا يتمحور بين المساعدات العينية والمادية والضمان فقط ليس أكثر، لذلك تعتبر وزارة الصحة متمثلة بمركز الصحة النفسية في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة هي المسؤولة أولا وأخيرا عنهم وعن علاجهم وتهيئتهم مرة أخرى للاندماج في المجتمع دون قيود وبشكل يضمن سلامتهم مستقبلا». الملازم أول نواف البوق المتحدث الإعلامي في شرطة جدة قال: «فيما يخص شريحة المجانين أو الهائمين والذين يشكلون نوعا ما خطرا على المجتمع، يتم التعامل معهم على حسب الحالة، فهناك فئات للحالات، فمنهم من تكون حالته سيئة، وفيما يخص تصرفاتهم المريبة، باستطاعة الناس تبليغ الدوريات الأمنية إن وجدت منهم تصرفات خطيرة، وفي جميع الأحوال يكون دور رجال الأمن بعد التحريز هو تحويل الحالة التي تم القبض عليها للهلال الأحمر للكشف عليه بشكل سريع وفعال ومن ثم يتم تحويله لمستشفى الصحة النفسية المتخصص في هذا الجانب حتى يستطيعوا تقييم الحالة، وينظر هل له ملف سابق في الصحة أو تاريخ مرضي، وهذا هو دور الأمن باختصار شديد». رأي الصحة النفسية الدكتور سهيل خان مدير مستشفى الصحة النفسية في جدة أكد بأن المجانين يشكلون خطرا على المجتمع وأسرهم بشكل أو بآخر، والخطر الأكبر يقع على أنفسهم، فنسبة محاولاتهم في الانتحار تصل إلى 50 % ووفاتهم منتحرين تصل إلى نسبة 10 % بينما يكون نسبة إقدامهم على القتل 1 % أو أقل. ويوضح الدكتور سهيل وصف التفريق بين المريض النفسي وبين الانفصام الشخصي وكيف يستطيع الشخص العادي التفرقة والتقييم في حالة الفرد غير الطبيعي الذي أمامه، يقول الدكتور سهيل «الانفصام الشخصي تسمية خاطئة، والأصح الاضطراب الفصام العقلي، والذي يعد أحد أنواع الاضطرابات الذهنية التي قد يفقد فيها المريض البصيرة تجاه مرضه وتحصل له أعراض نشطة مثل الهلاوس والضلالات الفكرية والاضطراب السلوكي أو أعراض سلبية مثل إهمال العناية بالذات وفقدان التواصل الاجتماعي وفقدانه المهارات المكتسبة وغيرها مما يطول وصفه، بينما المريض النفسي هو مسمى عام لأي مصاب باضطراب نفسي بشتى التشخيصات المعتمدة طبيا». ويضيف الدكتور سهيل عن دور مستشفى الصحة النفسية وكيفية التعامل مع المجانين والمرضى النفسيين، يقول الدكتور «نحن نحارب وبقوة استخدام كلمة (المجانين) لما تحمله هذه الكلمة من وصمة عار على من تطلق عليه، وتعد هذه الفئة ظاهرة عالمية في كل الدول حتى المتقدمة طبيا واقتصاديا، وحسب الدراسات التي أجريت على هذه الفئة فإن الغالبية العظمى منهم هم ممن يعانون من اضطراب الفصام العقلي غير المنتظم والمزمن ونقدم لهم ما تقتضيه حالاتهم من العلاجات العقاقيرية والمتمثلة في مضادات الذهان وخلافها وإعادة تأهيل السلوك من خلال برامج التأهيل والعلاج بالعمل والموجودة لدينا». وعن البرامج التي تقدم لعلاجهم، يقول الدكتور سهيل «بعد عمل الفحوصات الطبية الأولية وعمل الاختبارات والمقاييس النفسية اللازمة يتم التوصل إلى التشخيص التفصيلي للحالة كل على حدة، من الناحية النفسية والعضوية، وعليه يتم وضع الخطط العلاجية على حسب كل حالة والتي تحتوي على مراحل عديدة قصيرة وطويلة المدى تشمل العلاج العقاقيري والسلوكي والتأهيلي». ويوضح الدكتور سهيل خان دور بعض الجهات المتعاونة معهم، حيث يقول «تقتضي حالات هذه الفئة تعاون قطاعات حكومية مختلفة منها وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية ممثلة في الشرطة والجوازات وكذلك إدارة الأحوال المدنية وغيرها حسب مقتضى كل حالة».