اعتبر مدير مستشفى الصحة النفسية في محافظة الطائف الدكتور جلال تارم الرقية الشرعية أمر مهم لكل من يعمل في حقل الصحة النفسية، موضحاً أن الأدوية النفسية لها دور مهم في التطبيب، ولا تتعارض مع الرقية الشرعية، بل إنها مكملة لها. وأكد ل«الحياة» أن دراسات عدة أثبتت نجاح الرقية الشرعية والعقاقير الطبية في علاج الأمراض النفسية، لافتاً إلى أن بعض المشكلات النفسية تنتج من أسباب عضوية كزيادة بعض الهرمونات في الجسم، وتحتاج إلي علاج عقاقيري، ومنها ما يحتاج إلى علاج سلوكي وإرشاد نفسي فقط، وهنا يأتي موضوع فهم الناس لقضية الاعتماد على الرقية الشرعية. وذكر أن اللجنة الطبية الجنائية في المستشفى هي الوحيدة المتخصصة في السعودية التي تحال إليها القضايا الجنائية التي يشتبه أن مرتكبيها مرضى نفسيون، مشيراً إلى أنها تعتمد في نتائجها على معايير علمية طبية نفسية، بعد معرفة التاريخ المرضي للجاني والحالة النفسية له أثناء وقوع الجريمة، «وفي ضوئها تحدد المسؤولية وترفع التوصيات لناظر القضية وهو القاضي الشرعي». ونوه إلى أن المريض النفسي لا يعفى من تطبيق القانون إلا بتوصية من القاضي الشرعي إذا اعتمد توصيات اللجنة الطبية الجنائية، نافياً تزويد المرضى ببطاقات تشير بصفة تعريفية إلى ترددهم على مستشفى الصحة النفسية، عدا بطاقات مواعيد تحمل أرقام ملفاتهم فقط. وعن إصابة الأطباء النفسيين بالأمراض النفسية، أوضح الدكتور تارم أن الطبيب إنسان كبقية الناس عرضة لأي مرض ومنها النفسي. لافتاً إلى أن الإنسان يستطيع أن يتفادى الإصابة بالأمراض النفسية من خلال نشوئه في أجواء أسرية صحية بعيدة من العنف واضطراب العلاقات مع الآخرين وتفادي الضغوط التربوية. وشدد على أهمية توعية الفرد بأضرار استخدام المواد المحظورة، وتثقيفه بأن هناك أمراضاً نفسية عابرة يتم علاجها مبكراً قبل أن تتحول إلى أمراض نفسية مزمنة، مفيداً أنه ليس كل مريض نفسي يشكل خطراً على المجتمع. وألمح إلى أن هناك بعض الأمراض الذهانية التي تزيد من خطورة المريض النفسي طبقاً لتوافر عوامل عدة تشمل وجود أعراض ذهانية نشطة مثل الظلالات والهلاوس، مرجعاً تفاقم حال المريض وانتكاسته إلى عدم انتظامه في العلاج، وانعدام الدعم الأسري أو الاجتماعي واستعمال المواد المحظورة وإدمان المخدرات. وأعلن أن الزيارات متاحة لعدد من الجهات الرسمية لنزلاء المستشفى، مفيداً أنه ينظم أسبوعياً برنامج علاجي مفتوح لهم عبارة عن حفلة تتضمن مسابقات ثقافية وألعاباً ترفيهية بحضور تلك الجهات ومشاركتهم للنزلاء. وأشار إلى أن المستشفى يحوى خمسة أجنحة للنساء داخل مبنى مستقل، تتوافر فيه التجهيزات الطبية والعلاجية والترفيهية تحت إشراف كادر طبي نسائي متكامل، مؤكداً أنه لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في الإصابة بالمرض النفسي.