ثمنت الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدعم السخي الذي قدمته المملكة للسلطة الفلسطينية، من أجل خروجها من أزمتها المالية، داعية باقي الدول العربية حذو موقف المملكة لدعم صمود الشعب الفلسطيني. وأكدت عشراوي في حوار أجرته «عكاظ» أن الانتخابات الإسرائيلية التي ستعقد اليوم ستفرز حكومة أكثر تشددا وتطرفا، ورحبت عشراوي بالتحرك الأوروبي من أجل تقديم خطة للسلام في المنطقة مؤكدة أنه لا خيار أمام الفلسطينيين سوى المصالحة وإنهاء الانقسام مشيدة بالتقدم الحاصل في القاهرة، بشأن خطوات المصالحة برعاية مصرية. وأوضحت أن الإبداع الفلسطيني في مقاومة الاحتلال يؤكد أن الشعب مصمم على طرده وإزالة الاستيطان. وفيما يلي نص الحوار: بدأ الفلسطينيون في مقاومة الاستيطان بإبداع جديد من أنواع المقاومة الشعبية، من خلال إقامة قرى على الأراضي المهددة بالمصادرة، كيف ترون فاعلية هذه المقاومة في وجه الاحتلال ؟ هذه مقاومة فاعلة تعكس الإصرار والصمود على الأرض وتعبر عن قدرة متميزة وتشكل نقيض الفكر الصهيوني والبرنامج الصهيوني الاستيطاني، لأننا نريد البقاء على أرضنا ونكرس القانون والشرعية ونوثق أي نوع من الخطوات الأحادية، لمنع سرقة الأرض بما أن المستوطنات مقامة عليها. وهذه نقلة نوعية في النضال الفلسطيني في المقاومة الشعبية الفلسطينية لمناهضة الاحتلال والاستيطان. ونأمل أن تنتشر هذه الظاهرة بشكل يؤثر على كل الأراضي المهددة ولإرسال رسالة لإسرائيل والعالم أننا باقون هنا وهذه أرضنا ولن نتخلى عنها والمشروع الصهيوني بكامله مرفوض تماما. من المؤكد أن الانتخابات الإسرائيلية ستعزز من اليمين الإسرائيلي المتطرف والأحزاب الدينية لتشكيل حكومة أكثر تشددا برئاسة نتنياهو..كيف ترون المواجهة السياسية المقبلة مع حكومة إسرائيلية تضم أعتى المتطرفين؟ في الواقع هذه حكومة مصرة على القضاء على إمكانية السلام ليس فقط إسرائيليا وفلسطينيا بل مع المنطقة بكاملها، وسياساتها كارثية على الجميع وهي تكرس التطرف والعنصرية والعنف، وبالتالي أهدافها وأبعادها ستكون كارثية على الجميع، وأصبح واضحا أن الخطاب السياسي الإسرائيلي يتجه نحو اليمين والتطرف وأن المنافسة بين اليمين المتطرف واليمين الأكثر تطرفا، ما لم تكن هناك صحوة لدى الرأي العام الإسرائيلي والمجتمع الدولي لإدراك تحول إسرائيل إلى هذا المنحى والاستراتيجية وأن هذا التوجه سيجلب الدمار على الجميع ليس فقط على إسرائيل. ونحن بذلك ننتظر تغييرا نحو الأسوأ ومزيدا من التطرف الإسرائيلي، خاصة أن نتنياهو يتحالف الآن مع الأكثر تطرفا منه وهذا لا يبشر بشيء جيد، حيث يخوض حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو الانتخابات في لائحة مشتركة مع حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف بزعامة وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان، وسيتحالف معهما حزب أكثر تطرفا هو حزب «البيت اليهودي» الذي يرأسه زعيم الاستيطان في الضفة نتالي بينيت، كما أن نتنياهو مضطر للتحالف مع باقي الأحزاب القومية والدينية المتشددة من أجل الحصول على الأغلبية في الكنيست، وهذا معناه الاتجاه إلى مزيد من التطرف والاستيطان، ومصادرة الأراضي، ورفض قيام أي إمكانية للسلام. أعلن الرئيس الفرنسي أن فرنسا والاتحاد الأوروبي يعتزمان تقديم خطة للسلام في المنطقة بعد الانتخابات الإسرائيلية من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .. كيف ترون التحرك الأوروبي؟ الأوروبيون يتحدثون باستمرار معنا ولكنهم لم يقدموا أي مشروع متكامل على الإطلاق، لا نستطيع أن نقول إننا رأينا أي خطوة واضحة المعالم ولكن هناك موقف أوروبي إذا نذكر عندما اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وأصدروا استنتاجات أكدوا أن الاستيطان غير شرعي وغير قانوني في القدس ومحيطها، وبالتالي فأي مبادرة يجب أن تستند إلى هذه المواقف بشكل واضح وإلى القانون الدولي، وأن تكون فاعلة بمعنى تأثيرها على أرض الواقع وليس إجراء مفاوضات بهدف المفاوضات فقط لردع إسرائيل وإجبارها على وقف الاستيطان ولأننا في سباق مع الزمن ولأن إسرائيل تسابق الزمن أيضا من أجل القضاء على احتمالات إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ولهذا نحن نرى أنه إذا لم يكن هناك تدخل لمساءلة إسرائيل لردعها وإعادة النظر في علاقات المجتمع الدولي مع إسرائيل بحيث تعاقب وتدفع ثمن خروقاتها فإنها ستستمر بهذه السياسة، ونحن طالبنا المجتمع الدولي بإعادة النظر في اتفاقية الشراكة، يعني نريد خطوات عملية للضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون ومتطلبات السلام، على كل حال نحن نرحب بأي تحرك دولي من أجل السلام ونخص بالذكر التحرك الأوروبي وقد رأينا كيف صوتت معظم أوروبا مع قبول فلسطين كدولة مراقب في الأممالمتحدة أي أن هناك تغيرا في المواقف الأوروبية ولكن ما نخشاه أن تقف الولاياتالمتحدة في وجه هذا التحرك. تؤكد الأنباء من القاهرة أن الأجواء إيجابية بشأن المصالحة وإنهاء الانقسام هل سنشهد مصالحة قريبة وعودة الوحدة واللحمة الفلسطينية؟ نأمل أن يكون هناك مصالحة حقيقية، ولا خيار لنا إلا الوحدة وإنهاء الانقسام، وقد كان التدخل المصري الأخير فاعلا بعد استقبال الرئيس مرسي للرئيس محمود عباس وخالد مشعل، وما تلا ذلك من اجتماعات مكثفة بين حركتي فتح وحماس حيث تقرر الشروع قبل نهاية شهر يناير الحالي بتنفيذ بنود المصالحة بالتزامن سواء عمل لجنة الانتخابات في غزة أو تشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة أبو مازن، وكذلك الاتفاق على اجتماع اللجنة القيادية الفلسطينية العليا التي تضم أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمناء العامين للفصائل والشخصيات الوطنية المستقلة في التاسع من فبراير المقبل وبعد الانتهاء من هذه الاجتماعات نتجه إلى تحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني فالانتخابات هي الطريقة المثلى والوحيدة لإعادة إحياء النظام السياسي والشرعية والمصداقية للنظام ولا بد من العودة للمصالحة والوحدة الوطنية عن طريق الوسائل الديمقراطية، والوسيلة المتاحة هي الانتخابات والطريقة الوحيدة لمواجهة التحديات التي نواجهها هي رص الصفوف داخليا وتفعيل النظام الديمقراطي بحيث تصبح حماس وباقي الفصائل من خارج منظمة التحرير الفلسطينية جزءا من هذا النظام السياسي والبيت الفلسطيني. وأعرف أن هناك إحباطا في الشارع الفلسطيني بسبب تعثر المصالحة لأكثر من مرة في السابق وعلى الشعب الفلسطيني أن يقول كلمته، فإذا لم يقلها بالطريقة المثلى عبر صندوق الاقتراع سيقولها بوسائل أخرى عن طريق المظاهرات والاعتصامات حتى يتم الضغط من أجل اتمام المصالحة وإنهاء الفصل الأسود من الانقسام وقد رأينا كيف خرج أهلنا في غزة في مليونية تنادي بالمصالحة وإنهاء الانقسام وأنه لا مبرر بعد اليوم لبقاء الحال على حاله. قدمت المملكة دعما ماديا لفلسطين ساهم بشكل كبير في حل الأزمة المالية.. هل سنشهد انفراجا قريبا للأزمة المالية؟ أولا نحن نثمن عاليا ونقدر كثيرا الدعم المتواصل الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فالمملكة أوفت كالعادة بكل التزاماتها لنا حيث تمكنت وزارة المالية الفلسطينية من صرف رواتب الموظفين وتعزيز صمودنا بعد انقطاع لمدة شهرين ونحن نشكر خادم الحرمين الشريفين وحكومته والشعب السعودي على هذا الدعم. والاقتصاد الفلسطيني سيبقى مرتهنا طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي، يعني من الصعب جدا الحديث بصراحة تامة عن كينونة اقتصادية قادرة على تلبية كل حاجات الشعب الفلسطيني، لذلك نحن نمر بهذه الصعوبات تارة تلو أخرى لعدم تمكننا من الوصول إلى 60 % من أراضينا في الضفة، خاصة القدسالشرقية، وإمكانياتنا السياحية والزراعية والاقتصادية لا يمكن تطويرها بالطريقة المطلوبة لبناء الاقتصاد السليم الكامل المتكامل طالما استمر الاحتلال الاسرائيلي، لأن إسرائيل تتحكم في مواردنا المالية التي تجبى عبر الضرائب والجمارك لصالح السلطة الوطنية، ولقد أعلن رئيس الحكومة الدكتور سلام فياض أن الأزمة المالية سيتم تجاوزها قريبا، ونحن نأمل أن نتجاوز هذه الأزمة ونتطلع نحو الأشقاء العرب للإيفاء بتعهداتهم، ونأمل من كل الدول العربية التي لم تف بالتزاماتها أن تحذو حذو المملكة وأن تتحول الوعود التي تلقيناها في اجتماع الدوحة الأخير إلى واقع، ونحن نتحدث مع الدول المانحة والأوروبية ونعاتب أمريكا التي أوقفت المعونات، ونحن نطالب المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف سرقة أموالنا.