أكدت الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الفلسطينيين ليسوا بصدد قبول خطوات جزئية أو انتقالية أو تنفيذ جزئي للاستحقاقات التي تم التوقيع عليها مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة خلال العشرين عاماً الماضية من المفاوضات، مشيرة الى ان هناك تعاونا من الادارة الامريكية مع اسرائيل حول ذلك. حنان عشراوي وقالت عشراوي في لقاء خاص ب «اليوم»: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يناور لكسب الوقت ولقطع الطريق على الجهود الفلسطينية في التوجه الى المجتمع الدولي لانهاء الاحتلال خاصة فيما يتعلق بالحديث عن خطة إسرائيلية أحادية سيطرحها خلال خطابه أمام الكونغرس الأمريكي وطرحه قضية الانسحاب من الضفة الغربية دون ازالة المستوطنات. وأكدت عشراوي ان نتنياهو يعيد تكرار جميع أخطاء اسرائيل السابقة بما فيها الخطوات الأحادية والاملاءات على الآخرين, علما بأن اتخاذ خطوات على أرض الواقع تتناقض مع اتفاقات السلام. وقالت عشراوي حول اعادة الانتشار التي يتحدث عنها نتنياهو: لا تنطبق على أحد لانها جزء من اتفاقات واستحقاقات سابقة لم يتم تنفيذها, في الوقت الذي يقوم فيه بالمناورة السياسية حتى أمام الرأي العام الاسرائيلي, ومن الواضح جدا انه يريد كسب الوقت خاصة في ذهابه الى الكونغرس المكان الذي تجد فيه اسرائيل بكل تطرفها وعنصريتها وعنجهيتها مكانا لها للتعبير عن ذلك علما بانه وبذلك يريد ان يوجد للادارة الامريكية انطباعا وسياسة بان لديه مبادرة تجاه السلام والعالم أجمع يعرف انه لا يمتلك اي رؤية حقيقية. وقالت عشراوي في لقاء خاص ب «اليوم» : إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يناور لكسب الوقت ولقطع الطريق على الجهود الفلسطينية في التوجه الى المجتمع الدولي لانهاء الاحتلال خاصة فيما يتعلق بالحديث عن خطة إسرائيلية أحادية سيطرحها خلال خطابه أمام الكونغرس الأمريكي. يتحدث مع نفسه واعتبرت د. حنان عشراوي ان الحديث يدور عن خطابه أمام اللوبي الصهيوني (ايبك) وهو أقوى لوبي اسرائيلي في امريكا والكونغرس، وبالتالي كأنه يحاور ويتحدث مع نفسه ويريد ان يؤكد ان هناك تعاونا في ذلك مع الادارة الامريكية في هذه الامور، ونحن لسنا بصدد ان نقبل هذه الخطوات والمناورات التي لم تعد تنطلي علينا. وحول ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون أمام الجمعيات العربية والإسلامية الأسبوع الماضي في واشنطن بخصوص تصورات وتوجه لدى الإدارة لدفع عملية السلام وإعادة الطرفين الى المفاوضات واذا كانت هناك خطة تعمل عليها الادارة الامريكية قالت الدكتورة حنان عشراوي: إنها ليست خطة واضحت المعالم أكثر مما هي أفكار ستجري صياغتها على شكل بيان تجاه عملية السلام. بيد انها أوضحت ان هناك وفودا اسرائيلية تتردد على امريكا وموفودين امريكان يترددون على تل أبيب للاجتماع مع كبار المسؤولين الإسرائيليين مثل دينس روس وشابيرا , ويعملون فيما بينهم على عدة مواقف بين الحكومة الاسرائيلية ومن يدعمون اسرائيل في الولاياتالمتحدةالامريكية في الادارة والكونغرس. ومضت تقول: إن هم هؤلاء هو إخراج إسرائيل من عزلتها الدولية بسبب تصميمها على الاحتلال ومواصلة الاستيطان في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. وترى عشراوي انه حتى الآن لا توجد خطة ومعالم خطة، واذا كانت موجودة فهي ليست واضحة والبعض الآخر يقول : إنها متقدمة أكثر من خطة كلينتون أو اطار خطة السلام السابقة علما بان نتنياهو يعارض اي خطة تعترف بدولة فلسطين، وبالتالي يريد ان يناور من أجل تقديم خطة اعتراضية التي لن تكون مخرجا للوضع الخطير والعميق. الاعتراف بالدولة وفيما يتعلق بالتركيز والتوجه الفلسطيني الرسمي في هذه المرحلة أوضحت د. عشراوي «نحن نركز الآن على الاعتراف بالدولة وحدودها ليس فقط ذلك خاصة ان هذه الأرض محتلة وليس كما يزعم نتنياهو وليبرمان في إسرائيل. إنها أراض متنازع عليها واسرائيل تريد اعطاءنا جزءا منها! باسلوب مخادع مضلل ! ليس هناك قانون دولي وقرارات دولية، وهناك دول تعترف بفلسطين وبهذه الحدود بما في ذلك القدس وحق اللاجئين، وبالتالي على اسرائيل الالتزام. وتابعت عشراوي تقول : نحن نسير بخطة بناءة فاذا تركت الامور لعملية تفاوضية من هذا النوع التي ليس لها اي وقع على الارض أو أي مصداقية أو قانونية حتى لا تلتزم بأي مرجعية هذا يعني مزيدا من الضرر بالحق الفلسطيني. وأوضحت عشراوي قائلة: نحن نعمل على التعامل مع المجتمع الدولي والشرعية الدولية وأوروبا ونأمل في ان يتعافى العالم العربي وينطلق ايضا في مواقف جريئة, علما بانه يمر بمرحلة صعبة، لكن نحن كفلسطينين نمر بمرحلة بناء الدولة ومؤسساتها وفي عملية التقييم الذاتي والحصول على الاعترافات والحصول على العضوية من الأممالمتحدة والاستمرار في مساءلة اسرائيل وملاحقتها والعمل مع الرأي العام العالمي, وهذه تشكل ايضا ليس خطة اعتراضية، لكن خطة للتمكين الذاتي وملاحقة اسرائيل. وحول الحوار والعدوان الاسرائيلي على غزة وموقف مصر قالت عشراوي : مصر دائما تلعب دورا محوريا فيما يتعلق بفلسطين، وبالتالي لها دور ودورها سيكون أكثر وضوحا ودعما للقضية الفلسطينية, والمصالحة الفلسطينية لا تزال باحتضان عربي مصري، لكن للاسف ان مبادرة الرئيس محمود عباس رفضت حماس الاجابة المطلوبة فهي مبادرة جريئة وشجاعة وكفيلة بان تبدأ مرحلة المصالحة وبشكل عملي, في الوقت الذي انتقدتها حماس، ولم توافق على تشكيل حكومة مستقلين وكفاءات وتسمح بالاعداد للانتخابات واعادة إعمار غزة. ورداً على سؤال تشكيل حكومة قبل المصالحة وحل ملف الاجهزة الأمنية قالت د. عشراوي : « ليس خطأ ان نعمل على البرنامج الأمني، لكن لا يعني ذلك ان نبقى نؤجل المصالحة، فبرأيي ان استباحة غزة تأتي نتيجة الوضع القائم والانقسام واستباحة العملية السلمية ايضا نتيجة ذلك , واذا استطعنا ان نقدم جبهة متحدة للعالم خاصة في هذه المرحلة الحساسة نكون خدمنا الشعب الفلسطيني ونحن لسنا بصدد التعامل مع اي حركة أو أي فرد. نحن بصدد التعامل مع متطلبات المجتمع الفلسطيني، ونحن ننظر للمصالحة الفلسطينية، ونتنياهو يمثل الاحتلال ونحن نتعامل مع العدو والمحتل وهو لا يريد وحدة, وان نتنياهو هو أكثر رئيس وزراء فضح ممارسات اسرائيل رغم كل مناوراته الإعلامية إلا انه اليوم يعيش في عزلة دولة نظرا لسياساته الاستيطانية والاحتلال والجدار وغيرها من الممارسات والسياسات المرفوضة دولياً.