حقق المنتخب السعودي بعض بطولات الخليج عندما كانت أغلب دول الخليج متأخرة ثقافياً وعلمياً واجتماعياً عدا الكويت التي كانت متقدمة حضارياً على سائر دول الخليج، فاستأثرت بأكثر بطولات الخليج. وحققت السعودية بعض بطولات آسيا في وقت كانت فيه الدول الآسيوية المتقدمة علمياً وصناعياً وثقافياً، مثل اليابان وكوريا والصين لا تعير اهتماماً برياضة كرة القدم، وكانت تتفوق علينا في سائر الألعاب الأخرى وبفارق شاسع. وبعد أن وضعت اليابان وكوريا والصين خططاً طموحة لتطوير لعبة كرة القدم، وكذلك بعد أن سبقتنا أغلب دول الخليج في كثير من المجالات الثقافية والاجتماعية والحضارية، بعد كل ذلك أصبحنا نجد صعوبة كبيرة في التغلب على هذه الدول الخليجية والآسيوية حتى وبمدربيهم والوطنيين أو بإعدادهم المتواضع نسبياً. وإذا أردنا الإصلاح فعلينا بمشروع وطني شامل يبدأ بتطوير التعليم لما لذلك من ارتباط وثيق بكل مناحي الحياة العلمية والثقافية والصناعية والرياضية، فالرياضة أيضاً تحتاج إلى فكر سليم وتحتاج إلى أداء مبدع وخلاق وتحتاج إلى حسن تصرف واتخاذ للقرارات الصائبة والتوقيت المناسب. وليس بالتعليم وحده ترتقي الرياضة بل لا بد من تحسين الوضع الصحي ليظهر مردوده على بنية ولياقة أفضل للاعبين. والمشروع الوطني لتطوير الرياضة تشترك فيه قطاعات أخرى مثل التخطيط والمالية وكثير من قطاعات الخدمات. وعندما ننظر إلى دول مثل دول أوروبا وأمريكا فلا نستغرب تفوقها في سائر الألعاب الرياضية وهو نتاج طبيعي لتقدمها الثقافي والعلمي والاجتماعي والصناعي. خلاصة القول أننا لن نبرح مكاننا بتغيير المدربين عند كل إخفاق وتغيير الإداريين وحتى بإطالة فترة الإعداد وزيادة الموازنة. والاهتمام بالرياضة المدرسية مطلب هام بشرط أن تدار مثل دول العالم المتقدم وليس كما هو الحال لدينا، مع إمداد المدارس بالملاعب المناسبة وتأهيل المدرسين. ويشمل المشروع العمل على إعداد المدربين الوطنيين وبناء مقرات لباقي الأندية وملاعب الأحياء واحتراف العمل الإداري وتكوين الأكاديميات النموذجية. ويمكن الاستفادة من الاحتراف الخارجي للشباب وليس للكبار فاستفادة الكبار أقل من الصغار وتغير نمط حياتهم أصعب وعند عودتهم لن يستفاد منهم وقتاً كافياً قبل اعتزالهم، وخير دليل تجارب بعض نجومنا الكبار وفشلها. فلنبدأ بإرسال مجموعة من الشباب للاحتراف في دول أوروبا الغربيةواليابان وكوريا لمختلف المراكز (دفاع، وسط، هجوم) وفي خلال سنوات قليلة يمكن تشكيل منتخب قوي منهم كخطة قصيرة المدى حتى يؤتي المشروع الوطني ثماره.