يلجأ غالبية الشباب في المدينةالمنورة إلى أرصفة الشوارع والمخططات لقضاء وقت فراغهم في التسامر وتجاذب أطراف الحديث وممارسة هواياتهم المختلفة، على الرغم من اقتناعهم بأن ما يفعلونه ينافي الذوق السليم، بيد أنهم ارجعوا تصرفهم ذلك إلى افتقادهم للحدائق والمنتزهات التي تحتويهم بعيدا عن التجمعات السكنية. وفيما طالبوا الجهات المختصة بتشييد مرافق شبابية مزودة بالخدمات كافة كالجلسات ودورات المياه، أكدت امانة المدينةالمنورة أن ملف الشباب من ضمن اولوياتها، لافتة إلى أن هناك فريق عمل يختار أماكن مخصصة للشباب بحيث تكون منتشرة بشكل لا يجعلهم منعزلين عن المجتمع. وأرجع الشاب معتز صالح الجهني مكوثهم على الارصفة إلى عدم تحديد مواقع للشباب، ملمحا إلى أن جميع المتنزهات خصصت للعوائل، ولا مكان للعزاب أي موقع فيها. وقال «للأسف نضطر للجلوس على الأرصفة لأنها مجانية ويمكننا البقاء فيها دون اي منغصات، وما يؤلمنا أن الشباب مهمشون والجهات المختصة لا تحدد لهم مواقع للترفيه سوى للأسر والأطفال»، متمنيا من الجهات المختصة التحرك سريعا لإنشاء مرافق تحتويهم وبأسعار رمزية في متناول الجميع. إلى ذلك، رأى أحمد الجابري أن الشباب اصبحوا موضع شبهة فكلما رآهم رجال الامن أمروهم بمغادرة المكان دون ذكر أي اسباب مقنعة، متمنيا احتواءهم بإنشاء مرافق يمارسون فيها هواياتهم. وقال «نضطر أحيانا للجلوس على الارصفة على الرغم من المخاطر التي نتعرض لها، فبعض المستهترين المفحطين يداهموننا دون قصد»، مطالبا بإنهاء هذا الوضع في أسرع وقت. بدوره، أكد أحمد الحربي أن الخدمات التي تدعي الجهات المعنية أنها توفرها لنا لا تجدي نفعا، مشيرا إلى أن ملاعب الاحياء نادرة، مشيرا إلى أنهم يضطرون إلى المكوث في الارصفة. بينما طالب فيصل الحماد الامانة بتهيئة مرافق عامة يتمكن الشباب من استخدامها بشكل مجاني، مزودة بدورات المياه والجلسات الشبابية والملاعب الرياضية ووضع بوفيهات قريبة وتجهيز اماكن يستطيعون فيها ممارسة هواياتهم بشكل آمن ومريح تحت رعاية الجهات الحكومية ذات العلاقة. أما أسامة المطرفي فاقترح على الامانة تنفيذ فكرة مشروع الشاطئ الوهمي وهو تطبيق نفس فكرة الواجهة البحرية وذلك بتجهيزها بكافة المرافق الخدمية المخصصة للشباب والاستفادة من تجربة الهيئة الملكية بينبع في هذا المجال. بدوره، أكد أمين مؤسسة المدينةالمنورة لتنمية المجتمع الدكتور بهجت جنيد أنه من حق الشباب المطالبة باحتياجاتهم، لافتا إلى أن مؤسسات المجتمع المدني سواء الحكومية او الخاصة المعنية مطالبين تحت بند المسؤولية الاجتماعية بتوفير خدماتهم للشباب وهم يتحملون الجزء الاكبر. وقال جنيد «للأسف قلة قليلة من الشباب اعطوا انطباعا سيئا بتصرفاتهم الطائشة جعلت من المجتمع لا يثق بهم، ولذلك تجد الاسواق والحدائق مغلقة امامهم»، لافتا إلى أن الشباب يتحملون جزءا من هذه المشكلة «فلو كل شاب اظهر حسن نواياه من خلال تعامله لفتحت كل الأبواب المغلقة أمامهم». وأعرب عن تفاؤله بشباب الوطن الذين رأينا وما زلنا نرى منهم كل خير، لافتا إلى أن الشباب بحاجة إلى من يوعيهم ويحتويه. وأفاد أن الاجتماعات والأعمال في المؤسسة قائمة على قدم وساق للانتهاء من مدينة الشباب التي وعد أمير منطقة المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد الشباب بها، مشيرا إلى أن المشروع لا يزال قيد الدراسة. في المقابل، أوضح المهندس يحيى سيف وكيل الامانة للخدمات أن ملف الشباب من ضمن اولويات امين المدينةالمنورة الدكتور خالد طاهر، لافتا إلى أن هناك فريق عمل يختار أماكن مخصصة للشباب بحيث تكون منتشرة بشكل لا يجعلهم منعزلين عن المجتمع. وأعلن أن هناك 38 ملعبا جاهزا من ملاعب الأحياء في خدمتهم الآن، مبينا أن موازنة الخير التي أعلن عنها أخيرا تحمل العديد من المشاريع للشباب.