تحولت أرصفة وميادين الباحة إلى حضن حنون يجمع شباب المنطقة الذين يشكون أزمة قضاء أوقات الفراغ في أماكن مناسبة حيث غياب المراكز الترفيهية الرياضية وأماكن التجمعات الشبابية اللائقة، وان كان بعض المسؤولين بالمنطقة اقر ببعض القصور ووضع مبررات له. وحمل كثير من الشباب التقتهم «المدينة» لجان التنمية الاجتماعية عدم تفعيل الأغراض التى أنشئت من أجلها، والخاصة بتقديم البرامج والدورات الهادفة، وإنشاء أماكن ترفيهية للجيل الجديد، فيما عزز البعد المكاني للمدينة الرياضية بالمنطقة مكانة الارصفة في احتضان الشباب. ويربط محمد بخيت «أوجاع الباحة» بافتقارها للأماكن المخصصة للشباب: «جميع المتنزهات والمراكز الترفيهية وحتى الأسواق مخصصة للعوائل.. ولا نجد بدا من الجلوس على الطرقات، والتسكع في الشوارع أو دخول مقاهي الانترنت.. نحن نعلم أن ذلك يزعج الأهالي ولكن ما هو البديل المتاح؟». ويطالب بخيت امانة المنطقة بتخصيص متنزهات للشباب وإنشاء ملاعب رياضية وأماكن ترفيهية لهم كما الحال في المدن الأخرى. أما بندر ستبي فيتساءل مستغربا عن دور رعاية الشباب في احتواء بنى جيله: «للأسف لدينا في المنطقة مدينة رياضية متكاملة ولم نسمع يومًا عن إقامة مناشط أو برامج هادفة لها، لا نعلم كيف نستفيد منها». ويشير سعود الهذلي «طالب بجامعة الباحة» إلى أنه قدم من مكةالمكرمة للدراسة في تلك المدينة الهادئة ولكنه اكتشف انها تفتقر للأماكن المخصصة للشباب: «ليس لنا هنا إلا الرصيف.. حتى الفعاليات الصيفية والربيعية.. للعائلات فقط». مشكلة نقص الأراضى «المدينة» نقلت هموم الشباب لعدد من مسؤولي المنطقة، وأوضح أمين منطقة الباحة المهندس محمد مجلي ان المشكلة التي تواجهه كمسؤول ايجاد اماكن مخصصة للشباب في ظل افتقار المنطقة للأراضي، لكنه أشار إلى أن هناك توجيها من سمو أمير المنطقة بإيجاد مواقع مخصصة للشباب في جميع محافظات المنطقة تتضمن ميادين وممرات مشاة وملاعب رياضية مجهزة بكامل الخدمات، وأوضح أن الأمانة بدأت بعمل ملاعب رياضية متكاملة للشباب في حي الحبشي. أما مدير رعاية الشباب بالمنطقة ناصر الغامدي فيعطى ردًا مغايرًا إلى حد ما بالقول: «لدينا برامج ولكن الشباب لا يعلمون عنها، وعليهم التوجه للاندية الرياضية وبيوت الشباب وممارسة الهوايات المفضلة لديهم بعد دفع رسوم اشتراك العضوية وهى رمزية جدا». ومن جهته أوضح محمد عبدالله ملة رئيس اللجنة السياحية بغرفة الباحة وعضو اللجنة الوطنية للسياحة بمجلس الغرف السعودية أنه أعد بحثا قدمه لإمارة منطقة الباحة حول الشباب ومشكلة أوقات الفراغ، وأنه خلص إلى ضرورة تشكيل «مجلس شباب» من الإدارات الحكومية ذات العلاقة وبعض الشخصيات العلمية والأدبية والاجتماعية البارزة لوضع خارطة طريق مجدولة زمنيا ينتج عنها إنشاء أندية متنوعة في كافة المناطق.