اعتبرت المعارضة السورية خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، محاولة للالتفاف على المبادرة الروسية الأمريكية، ووصفته بأنه خداعي، مؤكدة أنها لن تقبل بأية مبادرة لاتتضمن رحيل النظام الدموي. وقال أمين عام ائتلاف المعارضة السورية مصطفى الصباغ ل«عكاظ» إن خطاب الأسد أثبت أنه غير مؤهل للحل السياسي، ويحمل في ثناياه نبرة الوداع. ورأى أن النظام لن يتنازل عن السلطة إلا بالحل العسكري وإسقاطه مع بقية رموزه، معتبرا أنه خرج عن مبادرة جنيف وكذلك رفض خطة الأخضر الإبراهيمي التي حظيت بالتوافق الروسي الأمريكي. ووصف الأسد بالشخصية المهزوزة، لافتا إلى أنه من المستغرب أن يشرب الرئيس كأسا من الماء قبل الخطاب -على غير العادة- في إشارة إلى التوتر الذي يعاني منه. من جهته، قال المعارض البارز الدكتور كمال اللبواني ل«عكاظ»، أن الأسد حاول الالتفاف على المبادرة الروسية الأمريكية التي حملها الإبراهيمي الأسبوع الماضي، لافتا إلى أن الأسد يحاول فتح قنوات اتصال مع الغرب من خلال الحديث عن الإرهاب. وأكد أن كل ما يملكه الأسد هو الاستقالة في الوقت الحالي، موضحا أن الحديث عن مبادرة وقف العنف وحكومة موسعة وغيره يمكن أن يكون لكن بغيابه عن السلطة ومحاسبته مع رموز العصابة الأخرى، معتبرا أن ما جرى من مسرحية داخل قاعة الخطاب يعكس حالة القلق الداخلي لدى النظام ويوحي بحالة وداعية. وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم ائتلاف المعارضة السورية وليد البني «نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف أننا نرغب في حل سياسي، لكن هناك هدفا خرج السوريون من أجله، ودفعوا لأجله حتى الآن أكثر من 60 ألف شهيد»، مؤكدا أن السوريين «لم يقدموا كل تلك التضحيات من أجل أن يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية». أما رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا، فأكد من ناحيته أن المعارضة لن تقبل بأية مبادرة للخروج من الأزمة ما لم تبدأ برحيل بشار الأسد. ورأى أن الطرح الذي قدمه الأسد يعد استمرارا لإعلانه الحرب على الشعب واستمراره في اتهام العالم كله بما يجري رغم أنه هو أساس المشكلة. وقال لؤي رشدي الزغبي المشرف العام على مكتب التمثيل الميداني السوري في مصر ل «عكاظ» ان خطاب الأسد مناورة سياسية هدفها كسب الوقت وكسر إرادة الشعب السوري. وحذر من التفاوض مع الأسد تحت سقف أي مبادرات لأن هدفه واضح وهو حرق المعارضة سياسيا. وشبه محمود الحمصي عضو الائتلاف السوري المعارض خطاب بشار بخطابات الزعماء البلاشفة الروس في الستينات من القرن الماضي. وقال ل «عكاظ» إن الأسد حاول الإيحاء بأنه يمتلك كل خيوط الازمة سياسيا وميدانيا من خلال تحديد مراحل العملية السياسية وخطوات التفاوض.