قال رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، امس إن المعارضة لن تقبل بأي مبادرة للخروج من الأزمة في بلاده «ما لم تبدأ برحيل بشار الأسد». اضاف «لا يمكن أن نعتبر ما طرحه الأسد مبادرة.. فالخطاب كاملاً كان تكرارًا لمفاهيم وكلمات سابقة اعتاد الأسد تكرارها على مسامع السوريين»، مضيفًا «ما قدمه الأسد لا يرقى إلى مستوى المبادرة، وإذا كانت الحكومة تريد الحل لسوريا فلماذا تأخرت حتى هذه اللحظة؟».ورأى رئيس المجلس الوطني السوري أن «الطرح الذي قدمه الأسد يعد استمرارًا لإعلانه الحرب على الشعب وتخوين الثورة السورية واستمراره في اتهام العالم كله بما يجري في سوريا رغم أنه هو أساس المشكلة، ولا يمكن اعتبار ما تحدث عنه مبادرة ما لم تبدأ برحيله».وتساءل صبرا مستنكرًا: عن أي حوار يمكن الحديث ومع من نتحدث؟ وهل هذه أرضية مناسبة لبدء حوار وسط هذه الدماء التي تسيل، وقال إن الأرقام تكشف عن سقوط مائة ألف قتيل جراء إجرام بشار الأسد وجنوده، مشددًا على أن «باب الحوار يمكن أن يفتح فقط بعد رحيل الأسد».وأكد رئيس المجلس الوطني السوري أن خطاب الأسد «لم يحمل أي تنازلات» بل إنه أخذ يوزع مسؤوليات ما يجرى في سوريا على كل العالم ويعفي نفسه منها رغم أنه المسؤول الأول عما يجري من قتل ونزيف.وحول توقيت خطاب الأسد بعد غياب أشهر طويلة عن الظهور العلني وما إذا كان مؤشرًا على حصوله على «دفعة معنوية» من جانب روسيا وإيران، قال صبرا: هذا يمكن وصفه ب»وهم القوة» لأن «القوة الحقيقية تأتي من الشعب، وبشار محاصر في قصره والحرب تدور في شوارع دمشق منذ أكثر من 4 أشهر.. فأين هذه القوة؟». يأتى هذا فيما دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي قائلا إنه يعمل للمساعدة على «الإسراع من وتيرة الانتقال».جاءت تصريحات كاميرون خلال مقابلة تلفزيونية اثناء القاء بشار لخطابه واضاف كاميرون «رسالتي للاسد هي ارحل. يداه ملطختان بأكبر قدر من الدماء. نرى الان ان 60 الف شخص قتلوا في سوريا. قابلت بعض الضحايا عندما ذهبت لمخيمات اللاجئين على الحدود الاردنية وكانت القصص التي حكوها لي صادمة تماما فيما يتعلق بكيف تعرضوا للقصف واطلاق النار وفي بعض الحالات للطعن وأخرجوا من منازلهم وقراهم وبلداتهم. وهذه وصمة عار في ضمير العالم.» ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ خطاب بشار الاسد بانه «اكثر من نفاق».وقال الوزير البريطاني في رسالة على موقع تويتر «انه مسؤول عن القتلى والعنف والقمع الذي تغرق فيه سوريا، ووعوده الباطلة لا تخدع احدا». وبين وزير الخارجية التركي «أحمد داوود أوغلو» في تعليقه على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، أن الأسد لم يستوعب درساً من مطالب الشعوب في المنطقة، أو حتى مسؤوليته عن تدمير بلده على مدار سنتين.وقال داوود أوغلو «إن الأسد لا يمكن له أن يقطع الطريق أمام المعارضة التي اعترف بها العالم وأكد أوغلو أن الأسد فقد قدرته على الإقناع، مشيراً أنه لم يأت بجديد في خطابه، وأنه يقول نفس الحديث منذ شهور خلت. من جهته قال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري وليد البني إن كلمة الأسد جاءت في هذا التوقيت في مسعى للحيلولة دون حدوث انفراجة بهذه المحادثات باتخاذ موقف يهدف إلى عرقلة أي تسوية.وقال البني إن حديث الإبراهيمي وآخرين عن نوع من الحلول السياسية يجري الإعداد له دفعه إلى الخروج وإبلاغ الآخرين بأنه لن يقبل هذا الحل. وأضاف أن الأسد يخشى أي اتفاق يفضي إلى سقوطه.وأشار البني إلى أن الأسد يستشعر الخطر الذي ستتضمنه أي مبادرة. وفى سياق متصل أوضح خالد خوجة، ممثل المجلس الوطني السوري في تركيا، أن الرئيس السوري بشار الأسد، لطالما اتهم الثوار بالمندسين والعصابات المسلحة الإرهابية التي تتلقى دعماً خارجياً، متبعاً سياسة إنكار الواقع.وأضاف :أن التطورات الميدانية تسير في صالح المعارضة، خاصة بعد سيطرتها على الجزء الشمالي من البلاد، في ظل مواصلة الإسد إتباع سياسة التضليل الإعلامي والإنكار.وأشار خوجة ان حديث الأسد نسف تماماً مبادرة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، من خلال إنكاره لوجود شركاء في عملية الحل السياسي للأزمة، مضيفاً ان الأسد يرديد إنتقاء معارضة حسب مقاسه رغبته، لأن شخصيته لا تتلائم إلا مع حوار يجريه مع ذاته.وأكد خوجة أن البلاد تعيش ثورة حقيقية، مكذّباً إدعاءات الأسد بوجود عصابات مسلحة تعمل وفق اجندات خارجية، وتتلقى الدعم من الخارج، مشيراً إلى أن الشعب السوري سيثبت للأسد أن الربيع العربي ليس عبارة عن رغوة طافية على السطح، فالشعب السوري دفع ضريبة الثورة أكثر من 60 ألف شهيد حتى الأن، وان النظام السوري سيسقط عاجلاً ام آجل