يسعى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى القيام بمبادرة مشتركة مع حلفاء فرنسا الاوروبيين والولايات المتحدة والعرب للاسراع في المرحلة الانتقالية في سورية ودعم المعارضة خصوصاً على الارض في المدن التي اصبحت خارج سيطرة النظام السوري. وترى اوساط فرنسية معنية بالملف ان على هذه المعارضة السورية وبمساعدة الدول العربية التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية تكون البديل الشرعي في نظر العرب والاسرة الدولية لنظام بشار الاسد الذي فقد شرعيته داخلياً ودولياً والذي ينبغي في نظر اغلبية ساحقة في الاسرة الدولية ان يرحل. وفي اطار اهتمام هولاند بالبحث عن مبادرة مشتركة بالنسبة الى سورية اراد لقاء المبعوث الخاص للامم المتحدة الجديد إلى سورية الاخضر الابراهيمي ليستمع الى افكاره حول مهمته الجديدة. وقالت مصادر فرنسية مطلعة ل «الحياة» ان الابراهيمي يريد اخذ الوقت الكافي للتشاور مع الجميع وعدم التسرع في مهمته. ورأت المصادر ان عملياً فإن ركيزة عمله الوحيدة هي خطة المبعوث الاممي السابق كوفي انان بنقاطها الستة. ويرى الاخضر الابراهيمي اولوية لوقف العنف، لكن مع معضلة عدم رغبة الطرفين في التحاور لتحقيق هذا الهدف. من جانبه، يرى هولاند انه ينبغي وقف العنف وان لا يضيع الوقت مثلما فعل انان عندما حاول «ادخال روسيا في لعبة لا يريدون المشاركة فيها». ووفقاً للمصادر فقد نصح هولاند الابراهيمي ان يكون مباشراً وصريحاً وواضحاً مع الرئيس السوري بشار الاسد وان يعبر بوضوح عن طلباته لاعضاء مجلس الامن. ورأت المصادر انه ينبغي الاستمرار في التحدث مع الروس في اطار استراتيجية عامة للدول التي تريد الحل في سورية مع رحيل الأسد. وأعلنت الرئاسة الفرنسية ان هولاند استقبل وفداً من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة رئيسه عبدالباسط سيدا، وذلك غداة اجتماع هولاند مع الابراهيمي. كما اجرى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس محادثات مع رئيس المجلس الوطني السوري وعدد آخر من اعضاء المجلس حول الازمة السورية. وكرر هولاند بعد اللقاء مع الابراهيمي ان «لا حل سياسياً في سورية من دون رحيل بشار الاسد» عن السلطة. وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية فان هولاند «ذكر ايضاً بتعهد (فرنسا) لصالح قيام سورية حرة وديموقراطية تحترم حقوق كل مجموعة من المجموعات» الموجودة على اراضيها، وأكد دعمه للوسيط الجديد. وكان فابيوس التقى الابراهيمي اول من امس. وافاد بيان للخارجية الفرنسية ان الوزير «شدد على اهمية العمل لوقف سريع لاعمال العنف والاعداد لعملية انتقال سياسية بالتعاون مع المعارضة السورية لما فيه مصلحة كل السوريين، وبهدف بناء سورية حرة وديموقراطية تحترم حقوق الانسان والاقليات».