تشتهر في المناطق الحجازية أكلة الرز والعدس التي تسمى( بالمعدوس) و تحتل مكان الصدارة على السفرة الحجازية في مواسم الأجواء الممطرة والغائمة، وترجع مكانة هذا الطبق لاعتقادات قديمة تمسكت بها العائلات الحجازية، واستمرت مع مرور الوقت بالتعود على ممارسة هذه العادة التراثية ليتذوق الجيل الحالي أطباقا من نفس المطبخ القديم. مها التوت (ربة منزل) تقول: عادة ما يربط أهل الحجاز بين بعض المناسبات والأكلات الشعبية كطبخ الرز بالحمص في حالات الوفاة، وربط طبق الرز والعدس بالمطر ، وقد اكتسبت هذه العادة من والدة زوجي رحمها الله والتي كانت تعمل على لم شمل العائلة في أوقات الأجواء الجميلة على هذه الأكلة، كما أن أهل المدينة كانوا يستمتعون بأكلها بالقرب من سيل العاقول المشهور في المدينةالمنورة . وتتابع مها: لكل ربة منزل طريقتها في طبخ الرز والعدس مع تقارب المكونات ولكن لكل شيخ طريقة كما يقولون، وقد يتولى عملية الطبخ رب الأسرة الماهر في الطهي. فيما قالت المختصة بالعادات والأطباق الحجازية علا رجب: تأكل الأسر الحجازية طبق الرز والعدس، بالإضافة إلى السمك الناشف أو المقلي مع سلطة البصل والحمر ، وتحتوي مكوناتها على العدس الأحمر والبصل والثوم والسمن وتشكيلة من البهارات كالكمون والهرد والفلفل الأسود والملح، وقد كانت الأسر قديما تطبخها بماء المطر لاعتقادهم بأن ماء المطر لايحتوي على الكثير من الأملاح مما يساعد على سرعة نضوج العدس، ومازالت الكثير من الأسر متمسكة بهذه العادة وفي العادة يتولى فرد من العائلة دعوة الأسر للتجمع في الغالب في مكان معين كبيت الجد أو قرب البحر بالنسبة لأهل جدة، وأهل مكة عادة ما يتنزهون في مناطق المشاعر المقدسة كمنى وعرفة ومزدلفة فنجد الآباء حريصين على التنزه في هذه المناطق لسعة المساحة التي تمكن الأطفال من اللعب بحري؛ وذلك مما أضفى على الأجواء الغائمة سمة حجازية خاصة. وتضيف رجب: تستمتع الأسر بشواء الكستناء والجزر اليماني والذرة على الفحم في الأجواء الباردة ، والكثير من الأفراد يشربون الشاي المغلي على الفحم لاحتوائه على نكهة خاصة، وشرب الحليب بالزنجبيل في الليالي الباردة.