أغرت الأجواء والأمطار الخفيفة المتوسطة التي هطلت على محافظة الأحساء قبل يومين ، الأهالي وسكان المدن والبلدات للخروج والتنزه في عدد من المناطق والضواحي المجاورة لها ، حيث حرصت العديد من الأسر على تناول أدوات ومعدات الخروج للبر من حطب وشوي والخروج إلى منتزهات حجز الرمال التي تقع شرق مدينة الهفوف وعلى طريق قطر وجبل الشعبة ومسجد جواثا وأشار العديد من المتنزهين إلى أن المطر عجل بالرحلات البرية ، والتي عادة تبدأ من دخول فصل الشتاء واعتدال الأجواء الباردة , حيث حفز المطر الكثير من الشباب والعائلات للخروج والتنزه ، وقالوا ل «اليوم» :التنزه في البر لا يحتاج لحجوزات مسبقة وتنسيق للسكن وضمان مقاعد فالأجواء والمطر يحدد موعدها وهي من أهم الرحلات السياحية» وقال المواطن ماهر أبو عمر أنه مثل الأسر والعوائل ، قد أنتهز الفرصة على أن يصحب أبناءه في يومي الخميس /الجمعة ، كي يأخذوا فرصة للتنزه وذويهم في هذه الأجواء العليلة لتهيئتهم للاختبارات وبعدهم عن الشحن والرهبة التي تصيب الطلاب عادة قبل موسم الاختبارات ، الأمر ذاته انطبق على عدد من الشباب الذين التقت بهم «اليوم» صدفة وهم في رحلة إلى بر البريقا شمال شرق جواثا ، حيث وجدناهم يحوطون «شبة ضو» من حطب السمر، فقد وصف طارق وزميله حماد ، بأنهما وزملاؤهما يفرحون بنزول الأمطار ويتحرونها بشوق ،حيث يتأهبون بكامل استعداداتهم للخروج للبر ، والاستمتاع بالأجواء ويجتمعون خارج نطاق المدن ويعدون العدة ويجهزون أغراض الطبخ لإعداد الأكلات وحرص البعض الآخر على الخروج للبر بعد زخات المطر يوم أمس الأول و التي أكسبت البر رونقا لا يعرفه سوى مرتاديه ، الذين تفاعلوا أكثر مع مغريات هذه الأجواء ، وممارسة التطعيس على الرمال والجبال في موقع جبل الشعبة السياحي . وأوضح خالد علي وزملاؤه إنهم تعودوا الخروج للبر في أجواء جبل الأربع ،مؤكدا أن الأرض تشبعت بمياه الأمطار وظهرت عليها قليلا من الخضرة، وتفوح الكثبان الرملية برائحة المطر المنبعثة من الرمل الرطب، وهناك من يخرج للبر في الأجواء الغائمة غير الممطرة، وبعضهم يفضلون المبيت في البر . فيما تقول مزنة أم عامر إن حرصها على الخروج هو تحقيق لرغبتها و أبنائها في العودة إلى أجواء الماضي وحياة البادية البسيطة، والبعد عن كل مظاهر المدنية والتطور العمراني ، والهروب من الهموم والمشاكل من ازدحام المدن بالسيارات والألوان والمباني والأصوات والأضواء، كل ذلك من أجل التمتع بالنظر إلى الأفق والسماء والأرض دون وجود عوائق، وملامسة الرمل والعشب والحصى، والتأمل في ثلاثة ألوان فقط ممتدة في مجال البصر، هي الأزرق والأصفر والأخضر. من جهة أخرى شهدت المحال التجارية والمراكز التموينية ومحطات الوقود ومعارض بيع مستلزمات البر والرحلات من خيام وغيرها ، الواقعة والقريبة من المواقع الأثرية والمنتزهات المنتشرة في الأحساء ، مبيعات قدرت بأنها فرصة لتعويض ما شاهدته هذه المحال من كساد طيلة الأشهر الماضية .