تسابقت القوى المؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي والمعارضة له أمس في حشد تظاهرات «مليونية» في العاصمة القاهرة والمدن الرئيسية الأخرى بالبلاد، فيما ازدادت حدة التوتر بين الجانبين إثر مقتل أحد المعتصمين وإصابة 22 آخرين بجروح في هجوم شنه «بلطجية» ملثمون بالأسلحة النارية والبيضاء على المعارضين المعتصمين في ميدان التحرير بوسط القاهرة. وتعزز انقسام القضاة بعد إعلان نادي قضاة هيئة قضايا الدولة موافقته على الإشراف على الاستفتاء على الدستور الجديد، وطالبوا بإنهاء عمليات الاعتصام لتهيئة الأجواء الملائمة له. ونظمت «المليونيات» المؤيدة لمرسي تحت شعار «دعم قرارات الرئيس ومساندة الشرعية» فيما حملت الأخرى المناوئة له شعار «ضد الغلاء والاستفتاء». ووقعت اشتباكات بين عناصر من الحرس الجمهوري ومجموعة من المتظاهرين حاولوا تسلق حائط خرساني والوصول إلى محيط قصر الاتحادية «مقر رئاسة الجمهورية» في ضاحية مصر الجديدة للانضمام للمعتصمين هناك. وأفاد شهود عيان أن المتظاهرين رشقوا بالحجارة عناصر الحرس التي طاردتهم بالهراوات لإبعادهم عن الجدار الخرساني. وفي غضون ذلك، أغلقت عناصر الحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزي جميع الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى قصر الاتحادية، خاصة من جهة شارع الميرغني ونفق العروبة حيث أقيم جداران خرسانيان، قبيل انطلاق عدة مسيرات من مناطق مختلفة بالقاهرة قاصدة قصر الرئاسة في فعاليات تظاهرة حاشدة تحت شعار «ضد الغلاء والاستفتاء» هي الرابعة خلال أقل من شهر، تعبيرا عن الرفض لاستفتاء مرتقب يوم السبت المقبل على مشروع دستور جديد لمصر واحتجاجا على سياسات رفع الأسعار. وشهد ميدان التحرير حالة تأهب واستنفار قصوى بين المعتصمين بعد الهجوم الذي شنه «البلطجية» الملثمون عليهم في ساعة مبكرة صباح أمس واستخدموا خلاله بنادق الخرطوش وقنابل المولتوف. ومن جهته، قال رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني في تصريح ل «عكاظ» إننا دعاة حوار وليس مواجهة أو صدام، مشددا على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع القضايا الخلافية. وحث الجميع على المشاركة الإيجابية في الاستفتاء ولو بالتصويت ضد مشروع الدستور، معتبرا أن صناديق الاستفتاء وإرادة الشعب يتعين أن تكونا حاسمتين لأية خلافات بدلا من اللجوء إلى التظاهر وتهيئة الأجواء للعنف وتدخل أصحاب المصالح لإشعال نيران الفتنة بين شركاء الثورة.