24-01-1434 08:14 AM أزد - القاهرة - إبراهيم بسيوني - أعلن معارضون للرئيس المصري محمد مرسي مساء أمس أنهم قرروا الاعتصام في محيط قصر الرئاسة بمصر الجديدة، وذلك في ختام مظاهرة جديدة رافضة للإعلان الدستوري، بينما أصيب عشرات في مواجهات بين مؤيدين ومعارضين في عدد من المدن المصرية. وجاء الإعلان عن الاعتصام بعد تجمع نحو عشرة آلاف شخص من معارضي مرسي في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، الذي يشهد منذ أيام مظاهرات منددة بالإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس نهاية الشهر الماضي، وبالاستفتاء المرتقب على مسودة الدستور. وقال بيان أصدره متظاهرون شاركوا في أحدث المظاهرات في محيط قصر الاتحادية، إنهم سيعتصمون أمام القصر، وحذروا من عواقب أي محاولة من مؤيدي مرسي لفض اعتصامهم. وجاء في البيان "نعلن بدء اعتصام سلمي مفتوح أمام قصر الاتحادية، ونحذر من أي محاولات أخرى للاعتداء على المعتصمين أو فض اعتصامهم بالقوة، كما نؤكد أن اعتصامنا سلمي ولا صحة لما يحاول الإخوان إشاعته بأننا نخطط لاقتحام قصر الاتحادية". وكان عشرات من مناوئي مرسي اخترقوا قبل ذلك بقليل الحواجز الأمنية والأسلاك الشائكة أمام القصر الرئاسي بحي مصر الجديدة شرقي القاهرة. وقال مراسل الجزيرة وشهود عيان إن هؤلاء تمكنوا من اختراق الحواجز الأمنية أمام القصر الرئاسي وبدؤوا كتابة شعارات على سور القصر منها "ارحل"، رغم وجود طوق من الجنود يقف لحماية بوابة القصر. واحتشد المتظاهرون أمام القصر الرئاسي -الذي نشرت دبابات ومصفحات أمامه وفي محيطه- رافعين شعارات ضد مرسي وضد "حكم المرشد"، في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع. ولم يقع أي صدام مع قوات الحرس الجمهوري حتى بعدما صعد المتظاهرون فوق الدبابات وناقلات الجند المدرعة أمام القصر. وانسحب الجنود من الصفوف الأمامية من خلف الجدار الإسمنتي ليبقى الانتشار الأمني فقط على أبواب القصر، حيث تكتلت قوات الأمن وقوات الحرس الجمهوري أمام البوابات لتأمينها. وتأتي هذه المظاهرات في سياق "جمعة الكارت الأحمر" التي دعت إليها المعارضة تعبيرا عن رفضها الإعلان الدستوري والاستفتاء على مسودة الدستور. كما تظاهر آلاف المعارضين أمس في ميدان التحرير وسط القاهرة، بينما واصل آخرون اعتصامهم بالميدان لليوم الخامس عشر. مظاهرات ومواجهات كما تظاهر أمس أيضا الآلاف من معارضي مرسي في محافظات الإسكندرية والسويس والمنوفية والدقهلية والشرقية والبحيرة والشرقية والمنيا وأسيوط وسوهاج وأسوان ضد الإعلان الدستوري وضد الاستفتاء. وعلى هامش هذه المظاهرات، اندلعت مواجهات متفرقة بين معارضي مرسي ومؤيديه أوقعت عشرات الجرحى. وكان سبعة أشخاص بينهم -مؤيدون للتيار الإسلامي- قتلوا وجرح أكثر من 700 آخرين في اشتباكات وقعت الأربعاء في محيط قصر الاتحادية. وعلى مدى الأيام التي أعقبت الإعلان الدستوري ثم الدعوة إلى الاستفتاء على مسودة الدستور، شُنت هجمات على مقرات لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها. وبعد الهجوم الذي استهدف مساء أول أمس المقر الرئيسي لجماعة الإخوان في منطقة المقطم بالقاهرة، تعرض مقر لحزب الحرية والعدالة في كفر الشيخ للحرق وفقا لمراسل الجزيرة. وفي مقابل المظاهرات التي نظمتها المعارضة، شارك الآلاف من أنصار الإخوان المسلمين في تشييع ثلاثة من المنتمين للجماعة قتلوا في المواجهات التي دارت أمام قصر الاتحادية. وشدد مرشد الجماعة محمد بديع على حرمة قتل النفس، مؤكدا ضرورة وحدة أبناء الشعب المصري. واتهم عناصر في الجماعة مؤيدين لنظام مبارك ممن يوصفون بالفلول بقتل أعضائها، وأكدوا اعتقالهم عددا من الأشخاص تم تسليمهم لقوات الأمن. وفي وقت لاحق أمس تظاهر مئات المصريين -معظمهم من أنصار المرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو إسماعيل وتيارات سلفية مؤيدة للرئيس- أمام المدخل الرئيسي لمدينة الإنتاج الإعلامي، تنديدا بما أسموه أداء الإعلام المصري المعارض للتيار الإسلامي، ورددوا هتافات مؤيدة لمرسي.