أكد الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان، إلقاء القبض على جان تحصن عصر أمس في أحد مساجد حي الغسالة بالعاصمة المقدسة، وأقدم على قتل اثنين أحدهما مقيم باكستاني في العقد الخامس من العمر، والآخر من جنسية آسيوية كان بداخل المسجد. وأضاف الميمان «هرعت الفرق الأمنية لموقع الحادث فور تلقي البلاغ وبمشاركة فرقة من قوة الطوارئ في مكةالمكرمة، حيث تم التعامل مع الموقف بما يستدعي وتم القبض على الجاني والسيطرة عليه، واتضح أنه سعودي الجنسية في العقد الثالث ويعاني من مرض نفسي ووجد بحوزته مسدس ربع وبه طلقات حية»، موضحا «تمت معاينة مسرح الحادث من قبل المختصين والطبيب الشرعي وخبراء الأدلة الجنائية وهيئة التحقيق والادعاء العام، والتحقيقات ما زالت جارية». «مسدس» بدأت تفاصيل الجريمة التي تواجدت «عكاظ» في مسرحها ميدانيا منذ ساعتها الأولى، بعد رفع الأذان لصلاة العصر مباشرة، إذ خرج الجاني من منزله في حي الغسالة وبحوزته سلاح «مسدس ربع» وصادف أحد الوافدين من الجنسية الباكستانية، ليباغته الجاني بضربة على رأسه ثم أجهز عليه بطلقة نارية أصابت صدره وأردته قتيلا، ثم توجه إلى المسجد المجاور وأطلق النار أيضا على وافد بنغالي كان داخل المسجد، بعدها أغلق أبواب المسجد وتحصن داخله محتفظا بجثة القتيل الثاني. وفي تلك الأثناء، بدأ الجاني برفع أذان العصر مرة أخرى في المسجد ما أثار استغراب جيران المسجد، وبعد فراغه من رفع الأذان بدأ يلقي خطبة بكلمات غير مفهومة عبر مكبر الصوت، فبادر الجيران بالاتصال بالجهات الأمنية عندما شعروا بأن شيئا غير طبيعي يجري، وعند وصول الفرق الأمنية للموقع حاول أفرادها التواصل مع الجاني إلا أنه لم يستجب لنداءاتهم، وتم التواصل مع أسرته الذين حاولوا أيضا التحدث معه ودفعه لتسليم نفسه، إلا أنه التزم الصمت طوال فترة بقائه في المسجد ممسكا بمسدسه. وتواجد في موقع الحادث عدد من قيادات شرطة العاصمة المقدسة بقيادة اللواء عساف القرشي واللواء سعود الحارثي إضافة إلى قيادات الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة وقائد الدوريات العقيد سعيد القرني. وعند الساعة السابعة مساء وصلت فرقة من قوات الطوارئ الخاصة حيث تم توزيع أفرادها على أنحاء المسجد وتمركز أفرادها على عدد من المباني تحسبا لأي ردة فعل يقوم بها الجاني، وعند الساعة 7:14 اقتحمت فرقة المسجد وقبضت على الجاني. مريض نفسياً وذكرت مصادر ل«عكاظ» أن الجهات الأمنية ستحيل الجاني لمستشفى الصحة النفسية للتأكد من قواه العقلية، حيث أفاد شهود عيان أنه يعاني من اعتلالات نفسية منذ سنوات، وكانت تبدو عليه تصرفات غريبة كان آخرها في صلاة الفجر يوم الحادثة، عندما اعترض شخصا كان يلقي محاضرة قصيرة بعد انقضاء الصلاة في المسجد، وطلب منه السكوت. وزادت المصادر ذاتها أن الجاني كان منوما في قسم الصحة النفسية التابع لمستشفى الملك عبدالعزيز في الزاهر لعدة أيام، وأعطي العلاج اللازم ثم سمح له بالخروج على أن يعاود مراجعة المستشفى خلال الأيام المقبلة، مؤكدة أن الجاني الذي يبلغ من العمر 32 عاما يعمل على وظيفة كاتب في إحدى مدارس حي الشرائع، وكان متزوجا قبل عدة سنوات إلا أنه ومنذ عامين طلق زوجته عند اشتداد المرض عليه، وقصد عددا من الرقاة لكن حالته كانت تزداد سوءا. يذكر أن حي الغسالة الواقع في الجهة الشرقية من مكةالمكرمة شهد خلال الأعوام الماضية وقوع عدد من جرائم القتل، كان آخرها في موسم الحج قبل الماضي عندما أقدم حاج كويتي على قتل مواطن بعد مشادة كلامية بينهما، وقد صدر حكم على الجاني الكويتي بالقصاص قبل نحو اسبوعين، كما أن هناك قضية المواطن الذي نفذ فيه القصاص قبل أقل من شهر بعد إدانته بقتل زوجته وشقيقها في الحي ذاته. مشاهدات: • المسجد الذي حدثت فيه الحادثة هو مسجد القناوي. • لم يستجب الجاني لتوسلات شقيقه وأقاربه بتسليم نفسه والتزم الصمت التام. • استعان رجال الأمن عقب صلاة المغرب بإضاءة من فرق الدفاع المدني. • تعالى التصفيق الحار من المتجمهرين بعد إخراج أفراد قوات الطوارئ الخاصة للجاني مقيدا. • ضرب رجال الأمن شريطا لمنع المتجمهرين من دخول ساحة الحادثة خوفا على أرواحهم. • عدد من أقارب الجاني حاولوا التواصل معه عبر إحدى نوافذ المسجد. • الجاني كان يؤم المصلين في المسجد بين الفينة والأخرى. • عمدة حي العدل وعمدة حي ريع ذاخر حضرا للموقع لتقديم المساعدة.