لهذه المدينة حب في قلوب أهلها لا يمكن وصفه كما لا يمكن أن يتغير، إلا أن هذا الحب لم يدفع أهلها لحمايتها من خطر يهددها. هذه المدينة يمر حولها واديها وادي صبيا وهو من الأودية النشطة وهذا المعروف عنه، إلا أنه لم يكن يشكل أي خطر على المدينة إلا بعد أن توسع العمران وبدأ العبث يطوله فزال أحد فروعه وضاق مجراه الرئيسي والعمل جار لتحويل معظم مياهه إلى أحد فروعه. ولهذا أصبح فصل الأمطار نذير رعب لسكان هذه المدينة وقراها. وادي صبيا الذي أصبح بعد العبث الذي لحق به مصدر خطر ورعب بينما كان مصدر خير وفير لدى الأراضي الزراعية، هذا الوادي قبل وصوله إلى مدينة صبيا تتوزع مياهه في ثلاثة أودية وهي كما يلي: 1 وادي صبيا الشمالي: يمر بجوار المدينة من جهة الشمال، وتسقى من خلاله الكثير من الأراضي على يمين مجراه وأمامه. إلا أن هذا الوادي لم يعد له وجود إذ أصبح بكامله مخططات سكنية وغطاه العمران، ولم يعد للأراضي الزراعية التي يرويها أي نصيب من مياهه وحرمت مساحات زراعية فائقة الخصوبة من الري، بالإضافة إلى خطر السيول على تلك الأحياء.. فما هو ذنب أصحاب تلك الأراضي الذين فقدوا عائد أراضيهم الزراعية. 2 الواديالجنوبي: يمر هذا الواديجنوبالمدينة وهو ملاصق لها ويعتبر أكبر الأودية ويتدفق من خلاله أكبر كمية سيل وادي صبيا، واتساع مجراه الطبيعي يزيد على (500) متر وبعد إقامة المنشآت على ضفته تقلص مجراه لدرجة بلغ اتساع مجراه في بعض أجزائه عشرة أمتار وفي وسط الوادي جهز ليكون سوقا مكتظا بكثير من الاحتياجات. كل هذا يحصل والكل يرى الخطر مؤكدا على كل ماحدث في داخل وعلى ضفاف هذا الوادي. 3 وادي الظبية: متفرع من وادي صبيا، قبل فترة علمت أن بلدية صبيا جار عملها لتقيم عقما ليتحول معظم مياه وادي صبيا إلى وادي الظبية. وقد عارض هذا العقم عدد من المشايخ والأعيان أصحاب الخبرة في هذا الشأن، ولكن.. وبكل أسف لم تدرك البلدية الخطر الذي سيطول الظبية والقرى المجاورة لتتوقف، وإنما هي مستمرة في إنهائه. وأختم بكل التقدير لسمو أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز وأضع بين يديه خطرا يهدد مدينة صبيا من جراء السيول بعد أن طال العبث مجرى وادي صبيا وأصبح نذير خطر.. وأنا على يقين أن سموه لن يترك هذا الخطر لكي يأتي بالأضرار وبالأسواء. هذا وأدعو الله أن يجنبنا كل مكروه.