استيقظ أهالي مدينة الظبية في منطقة جازان على هدير المعدات وهي تدك تضاريس وادي صبيا من اجل استكمال مشروع عقم ترابي خرساني وسط مجرى الوادي، لتحمي به قرى مدينة صبيا الواقعة على ضفته الشمالية من سيل الوادي الهادر. وقال الشيخ إبراهيم حسن علي الذروي، والشيخ العقيلي، والشيخ علي شيبة، والشيخ الذروي، والشيخ السبيعي، والشيخ الزكري، إن الحماية من مخاطر السيول يجب أن تكون عامة وشاملة لجميع القرى الواقعة على ضفتي وادي صبيا، وألا يستهدف بمشاريع الحماية تجمع سكاني دون آخر، فلا يعني حماية كتلة سكانية إغراق كتل أخرى كتلك القرى الواقعة على الضفة الجنوبية لوادي صبيا التي يتجاوز عدد سكانها 25 ألف نسمة. فيما يؤكد الشيخ عبده اسماعيل الحازمي انه منذ مئات السنين والسيول تتدفق في مجاريها الطبيعية بكل سهولة ويسر، ولم تحفظ لنا الذاكرة التاريخية أن قرية تضررت أو منزلا تهدم من وادي صبيا على وجه الخصوص، إلا عندما ناصبها الإنسان نفسه العداء، وتجرأ وعبث في مجاريها وحولها عن مسارها الطبيعي. وناشد الشيخ احمد ابراهيم، والشيخ علي محمد العريشي، والشيخ عبده الحازمي، والشيخ احمد العقيلي، وعدد من مشايخ قرى الحسيني والنجوع بمدينة الظبية المسؤولين بالتدخل لإيقاف هذا المشروع الذي سيعرض حياتهم للخطر، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الحماية الحقيقية لكل الكتل والتجمعات السكانية في المحافظة تكمن في فتح مجاري السيول المعتادة، وإزالة أي استحداثات تمت في مجرى السيل خلال ال30 سنة الماضية، فما حدث من تعديات وسكتت عليها البلدية في مجرى وادي صبيا ابتداء من كوبري الوادي شرقا إلى آخر نقطة في غرب المدينة، ومن الحزام الجنوبي للمدينة حتى الحزام الشمالي لقرية الزبارة يجب ان يزال لتفتح منافذ السيل فيه أو في روافده التي تنطلق من المزلقان، وهذا هو الحل والحماية الحقيقية للمدينة بعد حماية الله سبحانه وتعالى. وأضافوا: ينطبق الحال أيضا في إزالة أي استحداث غير زراعي في المجرى الجنوبي الذي يبدأ من كوبري الزريبة شمالا حتى سوق الظبية جنوبا على امتداد المجرى شرقا وغربا. من جانبه، أوضح مدير عام الدفاع المدني بمنطقة جازان العميد حسن بن علي القفيلي ل«عكاظ» ان الدفاع المدني يعترض على تنفيذ هذا المشروع وسط مجرى الوادي كونه يشكل خطرا على قرى ومدينة الظبية المنخفضة عن مستواه، وبالتالي فإن المشروع سوف يحول المياه إلى هذه القرى وقد يقع ما لا تحمد عقباه، «كما أننا لا نحبذ قيام أي تعديلات أو مشاريع داخل بطون الأودية من شأنها تحريف مجرى الوادي». وكان رئيس محكمة صبيا الشيخ علي بن محمد حيدر جعبور قد وصف المشروع بالتعدي الرسمي على بطون الأودية، وأنه خطر يحدق بمدينة الظبية، فقام بمخاطبة محافظ صبيا وأحاط أمير المنطقة بصورة من خطابه الذي أشار فيه إلى خطر تحويل مجاري السيول وتنفيذ أي مشروع داخل مجرى الوادي على سلامة الأرواح والممتلكات، واستشهد بفاجعة جدة وبيشة، وذكر بما نصت عليه الأوامر السامية في ما يتعلق باحترام مجاري السيول والأودية وعدم السماح لأحد بالتعدي عليها، فكيف يأتي الاعتداء من جهة رسمية يعول عليها تقديم الخدمة للمواطنين ودفع الضرر عنهم. وطالب رئيس محكمة صبيا بإيقاف تنفيذ المشروع لحين التأكد من عدم إلحاقة بأي أضرار تمس أرواح وممتلكات المواطنين ومقدرات الدولة.