بين أحلام كبرت منذ طفولتهم وواقع تحركه احتياجات سوق العمل، تبدأ رحلة المبتعثين الذين تركوا الأهل والديار في سبيل العلم ليعودوا بعد ذلك إلى وطنهم ويقدموا الثراء العلمي المكتسب بعرقٍ وعزيمة، ويدخل الجيل الجديد من المبتعثين بهمة عالية وآمال عريضة في العودة بالفرح والإنجاز. «عكاظ» تحدثت إلى عدد من المبتعثين والمبتعثات راصدة أفكارهم وطموحاتهم وحجم المسؤولية التي تنتظرهم، وجاءت مرئياتهم عن العام الجديد على النحو التالي: في البداية تحدث علي الشمري، وهو طالب مبتعث من جهة عمله بقوله: إن الابتعاث فتح أبوابا عديدة أمام الطالب السعودي ليتمكن من الارتقاء بذاته ثم مجتمعه من خلال عدة جوانب أهمها إتاحة الفرصة للطالب لإكمال دراسته في دول تتميز بسبق ملحوظ في عدد من المجالات العلمية والبحثية والأكاديمية. مضيفا بأن الحلم هو إعادة صياغة الخبرات العملية والعلمية على شكل أهداف ونقاط ودراسة جدوى تطبيقها في تلك المجتمعات ومحاولة الاستفادة منها مع ما يتناسب وبنية المجتمع لأنه ليس بالضرورة ما يصلح للغرب يصلح لمجتمعنا. وبدوره، أوضح الطالب عبدالرحمن حسين، الذي يدرس الحاسب الآلي، أن الابتعاث يعلمك النظر للإيجابيات وترك السلبيات للوصول إلى الهدف المنشود، وقال: إن أهم طموحاته أن يخدم وطنه ومجتمعه وأن يحقق الكثير على المستوى العلمي والشخصي. واعتبرت الطالبة سمر العليان، التي تدرس في تخصص إدارة الأعمال بالولايات المتحدةالأمريكية أنها فرصة عظيمة وفرها لنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ببرنامج الابتعاث إذ إنه يزيد في تطوير مداركنا ومعلوماتنا مما يسهم في المشاركة الفاعلة في بناء مسيرة الوطن بعد العودة إليه، مقترحة أن يكون هناك برنامج تلفزيوني متخصص للمبتعثين والمبتعثات للتواصل والاستماع لآرائهم والمساعدة على تطبيقها على أرض الواقع. وقالت المبتعثة آسيا الجلهمي، التي تخصصت في إدارة الأعمال: إن الابتعاث عبارة عن تذكرة سفر ونقل للحضارة السعودية وقيمها ومبادئها للبلدان الغربية ورسالة عن ديننا الإسلامي الحنيف وموروثنا الثقافي العظيم والإنجازات التي قدمتها -ولا تزال- حكومتنا الرشيدة لأبنائها وشعبها، مشيرة إلى أن الابتعاث قدم المساعدة المعنوية والمادية ووفر جميع الاحتياجات ونطمح إلى أن نساهم في نقل الصورة الرائعة لبلادنا والوصول إلى مراتب علمية نخدم بها المجتمع. ويعتقد مشعل السناري، الذي يدرس تخصص الصيدلة بإيرلندا أن أبرز ما يقدمه الابتعاث هي تعلم لغة جديدة أو أكثر وهي التي تساهم بدورها في تحسين وضعك الوظيفي لاحقا خصوصا أن سوق العمل في المملكة بحاجة إلى اللغات لشغل بعض الوظائف فيه. فيما عبر عبدالله الكريثي، الذي يدرس الهندسة المعمارية عن أن أهم طموح يدور في ذهنه أن يتعلم الجيل الجديد ويقرأ جيدا لأن العلم والمعرفة هما الفاصل بين التقدم والتميز وبين الفشل والبقاء في نفس المكان. وأشار الطالب علاء المالكي، الذي يدرس التسويق بأن الابتعاث يسهل التعرف على قدرات الطالب الدفينة من خلال الأنشطة الثقافية والعلمية والتربوية ويستطيع أن يطور ذاته وإمكانياته إضافة إلى تعزيز إيجابياته وتغطية جوانب النقص التي قد لا تكون ظاهرة في بيئات اجتماعية مصغرة كالعائلة. ويرى عبدالرحمن الزهراني، وهو طالب في كندا يدرس الهندسة المدنية: أن أهم طموحاتنا النجاح، لأنه ليس من السهولة بمكان أن تتأقلم مع مجتمع جديد عليك لذلك فالعزيمة والإصرار هما الأكثر أهمية لتجاوز العقبات والوصول إلى تحقيق الذات ثم العودة إلى استكمال مسيرة وطنك ومجتمعك. من جانبه، أوضح الدكتور حسان بصفر، أستاذ الإعلام والاتصال في جامعة الملك عبدالعزيز عن سعادته بمعدلات الابتعاث العالية في كل عام، مضيفا أن هذا يساهم في دعم التنمية والبناء وضخ الدماء الشبابية إلى سوق العمل محملين بالعلم والتقنية وبين أن الابتعاث اليوم أضحى أسهل من ذي قبل نسبة إلى وجود وسائل التكنولوجيا وذلك ما يجعل الانسجام مع المجتمعات التي يسكنها المبتعثون أكثر سهولة.