قال ل«عكاظ» مدير قسم الرعايا السعوديين في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن محمد الحربي، إن السفارة اعتمدت، البارحة الأولى، خطوة جديدة، قبل اجتياح الإعصار (ساندي) ولايات الساحل الشرقي، إذ تتكفل بسداد تكلفة الإقامة والمعيشة للفنادق التي لجأ إليها بعض السعوديين، وتستوفي مستحقات الفندق هاتفيا عبر بطاقة ائتمانية، دون الحاجة إلى الحضور إلى السفارة أو القنصلية. مشيرا إلى أن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة عادل بن أحمد الجبير قد شكل لجنة قبل ثلاثة أعوام باسم (لجنة الطوارئ والأزمات) برئاسته، وبعضوية الملحقين ومديري الإدارات في السفارة، تعنى برعاية شؤون السعوديين في الظروف الخارجة عن الوضع الطبيعي، كإعصار ساندي الشاهد على الكوارث الطبيعية. وبينما شاع نبأ وفاة طالب سعودي في نيوجيرسي، يدعى عبدالعزيز العنزي، إثر انهيار سقف المنزل عليه، نفى رئيس شؤون السعوديين في القنصلية العامة في نيويورك خالد الزهراني صحة ذلك، وقال «لقد بذلنا جهودا مضنية مع السلطات المحلية الأمريكية، للتأكد من ذلك، فأفادتنا بأن جميع الضحايا الذين عثر عليهم لم يكن من بينهم سعودي واحد». وأشار إلى أن السلطات الأمريكية تبادر في الأساس بإشعار السفارة فورا بأية حالة يتعرض لها السعودي، كحالات الوفاة، وحوادث السير، أو الاحتجاز والتوقيف. وأكد الزهراني أن الولايات التسع التي تعرضت للإعصار، والتي يعيش فيها 23 ألف طالب مبتعث، لم تسجل العمليات الخاصة بالقنصلية حالات وفاة أو إصابات، في مقابل أن عمليات الإجلاء انحصرت في ثماني أسر فقط، تم نقلهم من نيويورك إلى مناطق آمنة. وأوضح أن الإعصار منذ اجتياحه المناطق المأهولة في ولايات الساحل الشرقي، وذلك حوالى الساعة الثامنة مساء بتوقيت نيويورك، قد تسبب في فصل التيار الكهربائي عن 70 في المئة من منازل المبتعثين. وقال إن إلغاء الرحلات الجوية، علق مصير 12 رجل أعمال سعوديين وأسرهم، سواء المغادرين عبر مطار واشنطن دالاس الدولي في العاصمة، أو مطار جون إف كينيدي في نيويورك، وتم إبداء الرأي لثلاثة منهم بالبقاء في الولايات الوسطى والغربية، دون مجيئهم إلى العاصمة، بينما الآخرون جرى إسكانهم في فنادق في واشنطنونيويورك، لحين عودة حركة الطيران لوضعها الطبيعي. وألمح إلى أن القنصلية السعودية هي وحدها التي كانت مفتوحة في الطريق الذي تقع فيه داخل مدينة مانهاتن، بينما بقية المصالح والمؤسسات مغلقة، مؤكدا عدم تعرضها لأي ضرر، كونها تقع في عمق منطقة الأممالمتحدة، بينما كانت أضرار طفيفة تحيط بمقر سكن موظفي القنصلية. إلى ذلك، تلقت لجنة الطوارئ في القنصلية السعودية العامة في نيويورك ليلة اجتياح الإعصار (ساندي) 673 اتصالا؛ منها 597 اتصالا من داخل الولاياتالمتحدة، و76 اتصالا من المملكة، وبشأن الاتصالات الواردة من داخل أمريكا، كانت 84 في المئة منها من الولايات المنكوبة، والباقي من ولايات غربية ووسطى، لا علاقة لها بالكارثة. وفي ولاية نيوجيرسي، الولاية الأكثر تضررا من الإعصار، قال ل«عكاظ» عضو لجنة الطوارئ عبدالله النشار، إن غالبية الاتصالات الواردة من الولايات المعرضة للخطر تدور حول السكن البديل، وإمكانية تحمل السفارة تكلفة الإقامة والمعيشة في الفنادق، إلى جانب السؤال عن معلومات تتعلق بالطقس والإعصار. وأشار إلى أنه لا يبدو على الطلاب المبتعثين علامات قلق نحو (ساندي) بعكس الأسر، التي تحض في أسئلتها على تقديم رعاية بشأن النساء والأطفال، وكيفية انتقالهم إلى أماكن آمنة. وألمح النشار إلى أن الاتصالات الواردة من المملكة، كانت من ذوي المبتعثين، للسؤال عن الوضع العام، ومدى خطورته على أبنائهم. وأضاف عضو اللجنة في مدينة نيويورك بولاية هيوستن وليد الشهري، أن الاتصالات تدفقت بكثرة عقب انقطاع الكهرباء على المدينة، مبدين فيها تخوفهم من استمرار الإعصار، وسط الظلام، ومستفسرين عن وسيلة الانتقال إلى أي فندق أو دار إيواء عند احتدام الخطر. وفيما واصلت الفيضانات والحرائق والرياح الناجمة عن واحدة من أقوى العواصف في تاريخ الولاياتالمتحدة، أعلنت السلطات المحلية الأمريكية عن وفاة 34 شخصا في إحصائية أولية، وانقطاع التيار الكهربائي عن 6.5 مليون. وسجلت حالات الوفاة فى نيويورك، نيو جيرسى، ويست فيرجينيا، كونيتيكت، بنسلفانيا، وميرلاند وكندا. وذلك بسبب تساقط الأشجار والصعق الكهربائي وتطاير الأنقاض. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما صباح أمس، حالة (الكارثة الكبرى) في ولاية نيويورك، ما يدعو لتقديم مساعدة فيدرالية للضحايا، وأوضح البيت الأبيض في بيان رسمي «أن هذا القرار يضع الأموال الفيدرالية في التصرف لمساعدة الأشخاص المتضررين في مناطق برونكس، كينغز، ناسو، نيويورك، ريتشموند، سافولك وكوينز». وذلك في وقت قال فيه مسؤول في البيت الأبيض «إن أوباما ظل طوال الليل يتلقى تقارير عن تداعيات مرور الإعصار».