تجاهلت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن اتهامات مبتعثين سعوديين لها بالتقصير في الاستعداد لمواجهة الإعصار إيرين الذي يضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأميركية، وأعلنت أن جميع الطلاب السعوديين بخير. وقالت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن في بيان أمس: «جميع المبتعثين السعوديين في الولاياتالمتحدة الأميركية بخير ولم يتعرض أي منهم لمشكلات جراء الإعصار ايرين الذي يجتاح بعض الولاياتالشرقية الأميركية»، مشيرة إلى أن الملحق الثقافي تواصل مع عدد من رؤساء الأندية الطلابية الموجودة في هذه الولايات للاطمئنان على سلامة أوضاع المبتعثين، فأكدوا له أن جميع المبتعثين بخير. وعن الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة الإعصار ايرين، ذكرت «الملحقية» أنها أرسلت رسالة إلكترونية جماعية للمبتعثين الموجودين في الولايات المعنية قبل وصول الإعصار لتحذيرهم منه وتوجيههم باتباع تعليمات السلامة وكذلك تزويدهم بأرقام وهواتف المسؤولين. وأضافت أنها شكلت فريق عمليات جديد من 7 أشخاص وجرى تعميم أسمائهم وهواتفهم برسالة إلكترونية على المبتعثين الموجودين في تلك الولايات، وإبلاغ المبتعثين أن هذا الفريق سيكون موجوداً في الملحقية على مدار الساعة وأن الملحقية اتخذت بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين الترتيبات اللازمة لمساعدة وإيواء أي مبتعث في حالة تعرضه لأي صعوبات أو مخاطر من جراء الإعصار، إضافة إلى تعويض أي مبتعث عن كلفة إقامته في الفندق في حال اضطراره إلى ذلك. لكن مبتعثين وجهوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة لمسؤولين في الملحقية بسبب «ضعف استعداداتهم لحماية الطلاب من آثار الإعصار» على حد قولهم، مشيرين إلى أنهم لم يجدوا أحداً في الملحقية يرد على اتصالاتهم قبل بداية الإعصار ليوجههم إلى الإجراءات التي يمكن لهم أن يتخذوها في حال الضرورة. وتساءلوا عن أهمية أن تشكل الملحقية فريق طوارئ جديد لتلقي اتصالات المبتعثين بعد بدء الإعصار، مشيرين إلى أن المبتعثين شعروا أن مسؤولي السفارة تخلوا عنهم وتركوهم يواجهوا مصيرهم وحدهم. وكانت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن شكلت لجنة باسم «لجنة الطوارئ» من ثلاثة موظفين وأبلغت المبتعثين عن أرقامهم عبر رسائل بريد الكتروني، غير أن بعض الطلاب فوجئوا عند الاتصال على هواتف أعضاء اللجنة، بأن أحدهم وضع بريداً صوتياً، يبلغ الطلاب بأنه «خارج أميركا في إجازة خاصة تنتهي 14 / 10 / 1432ه»، والآخر وضع بريداً صوتياً يعتذر فيه عن عدم الرد لأنه في السعودية بسبب وفاة والده. وعملت الملحقية على تدارك هذه المشكلة، فأعلنت عن تشكيل لجنة طوارئ أخرى من 7 موظفين لتلقي اتصالات المبتعثين في المناطق التي يضربها الإعصار. ويعيش نحو 12 ألف طالب سعودي في المنطقة الساحلية الشمالية من أميركا التي تقع على خط الإعصار، خصوصاً في ولايات نورث وساوث كارولينا، فيرجينيا، واشنطن العاصمة، وماسشسيتيس، وكونكتكت، ورود إيلاند ونيويورك. وكانت السلطات الأميركية أعلنت الاستنفار على الساحل الشرقي قبل بضع ساعات من وصول الإعصار إيرين، وبدأت منذ الخميس الماضي إجلاء آلاف الأشخاص على الساحل الشرقي للولايات المتحدة بما في ذلك مدينة نيويورك تحسباً لوصول ايرين الذي اجتاح جزر الباهاماس بعد أن أودى بحياة 5 أشخاص في منطقة الكاريبي. وضعفت شدة الإعصار أمس لتصل إلى مستوى عاصفة مدارية مع وصولها الى مدينة نيويورك بحسب المركز الوطني للأعاصير، غير أنها لا تزال عاصفة قوية وأدت إلى إغراق أجزاء من منطقة مانهاتن.