«عكاظ» ترصد لحظات إجلاء السعوديين من خطر إعصار ساندي

أجلت سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن 42 سعوديا من ولاية بنسيلفانيا الأمريكية، إلى فندق في ولاية أوهايو، وأربع أسر تسكن في أطراف ولاية كونتيكت إلى فندق في منطقة آمنة بالولاية ذاتها، قبل ساعات من اجتياح إعصار ساندي المدن الواقعة على الساحل الشرقي من الولايات المتحدة.
وأصدر السفير السعودي عادل بن أحمد الجبير خطابا عاجلا يعمد فيه شركة فنادق متقدمة (خمسة نجوم) بإسكان أي سعودي، مهما كانت صفته، بمجرد حضوره إلى واحد من فنادق المجموعة المنتشرة في ولايات أمريكا.
وشهدت «عكاظ» لحظات الإجلاء، في مدينة «بريدج بورت» في ولاية كونتيكت، التي تعد الواجهة الأولى المعرضة لمخاطر إعصار ساندي، حيث تواجد هناك حمزة خياط ووليد الشهري، عضوا لجنة الطوارئ المشكلة من قبل السفارة السعودية.
وفيما بدأت بوادر الإعصار، وجدنا السعوديين -وحدهم- يجوبون شوارع المدينة، ليسوا مخاطرين، بقدر رغبتهم وحماسهم في معايشة أحوال الطقس العصيبة، بجانب أنهم جسدوا معنى ساميا للوحدة والتلاحم فيما بينهم، حيث تستقبل الأسر القاطنة في مناطق آمنة، أسرا أخرى قادمة من مناطق معرضة للخطر، كما فعل محمد الحربي باستضافته المهندس عبدالله الضبيبان في منزله في ولاية كونتيكت.
ورصدت «عكاظ» توجه الطالب عصام الراجحي إلى مدرسة حولتها السلطات المحلية الأمريكية إلى دار إيواء في مدينة بريدج بورت، حيث ظفر في وقت مبكر بغرفة، معه ثلاثة أمريكيين، قبل أن يحتشد المكان بالمرعوبين.
وفي الحي المقابل، وجدنا خمسة سعوديين، في انتظار سيارة الإنقاذ، لنقلهم إلى إحدى دور الإيواء القريبة، وجميعهم طلاب ماجستير، ما عدا واحدا منهم، فهو يحضر لمرحلة الدكتوراة.
وعندما سألنا الطلاب عبدالرحمن كلكتاوي، عبدالعزيز كلكتاوي، نايف جلال، عم يحملونه؟ قالوا: حقائب مملوءة بالفواكه والمعلبات، وبعض المواد الغذائية، والملابس الواقية من المطر..
وبينما هم في انتظار سيارة الإنقاذ، جاء إليهم طالب سعودي يمشي في الطريق، محتميا ب «شمسية»، يدعى حسين بو دريس، فأشار إليهم بالذهاب إلى دار إيواء، وصفه له رجل الشرطة في نهاية الشارع الذي كان يمشي فيه.
«ساندي» يضرب نيويورك اليوم .. ويبلغ كندا الخميس
خطة طوارئ لحماية 10 آلاف سعودي عشية اجتياح الإعصار
محمد طالب الأحمدي (جدة)، صالح العلياني (واشنطن)، فراس خالد مساعد (بوسطن)، محمد الدقعي (كونتيكت)
أعلنت سفارتا المملكة لدى الولايات المتحدة وكندا حالة استنفار لحماية ما يزيد عن 10 آلاف سعودي بين موظف ومبتعث، وأقرت خطة طوارئ لمواجهة عواقب إعصار «ساندي» الذي يضرب الساحل الشرقي اليوم، وتحديدا نيويورك، والذي تمتد حركته إلى مدينة كولومبيا البريطانية (بريتش كولومبيا) في كندا يوم الخميس المقبل.
ودعت وزارة الخارجية ممثلة في السفارة السعودية في أوتاوا والقنصلية العامة في هيوستن الرعايا السعوديين إلى توخي الحيطة والحذر من عواقب الإعصار، حيث أوضح ل«عكاظ» رئيس شؤون السعوديين في كندا يوسف العودة أنه تم إعداد خطة طوارئ بدأت منذ يومين بالتواصل مع الطلاب في مدينة كولومبيا البريطانية (بريتش كولومبيا) والبالغ عددهم 100 طالب، وتحذريهم من البقاء في المدينة، مؤكدا تشكيل فريق عمل بإشراف سفير خادم الحرمين الشريفين في أوتاوا أسامة بن أحمد السنوسي وبالتنسيق مع الملحقية الثقافية للتعامل المباشر مع السعوديين لتأمين مسكن بديل لهم إن دعت الحاجة، ونقلهم إلى خارج البلدة وذلك على نفقة الحكومة.
وأشار إلى أن السفارة تطرح للسعوديين خيارين: البقاء في كندا أو السفر خارجها وفي كلا الحالتين تتولى السفارة كافة ترتيبات النقل.
10 آلاف طالب في المناطق المهددة
وفي الولايات المتحدة أوضح ل«عكاظ» مساعد الملحق الثقافي للشؤون الفنية في أمريكا الدكتور مساعد العساف أن الملحقية تتواصل مع كافة الطلاب المبتعثين الذين يدرسون في الولايات الشرقية من الولايات المتحدة بكافة القنوات سواء البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الأندية الطلابية لتنبيههم من مخاطر الإعصار الذي يجتاح الساحل الشرقي واتباع توجيهات السلطات الرسمية والابتعاد عن الأماكن الخطرة.
وأكد العساف أن الملحقية تعمل من خلال فرق الطوارئ على مدار الساعة لمتابعة تطورات الإعصار «ساندي» الذي يجتاح تلك المناطق ومدى تعرض الطلاب لمشاكل نتيجة هذا الإعصار حيث تعمل الملحقية على تهيئة مواقع السكن في الفنادق البعيدة عن موقع الإعصار على نفقة الملحقية الثقافية، لافتا إلى أن ذلك يأتي ضمن اهتمام الملحقية بأبنائها الطلاب والحرص على سلامتهم.
وعن عدد الطلاب في الساحل الشرقي والمتوقع أن يشهد اجتياحا للإعصار «ساندي» أوضح العساف أن الطلاب في الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية سيكونون بعيدين عن تداعيات هذا الإعصار حيث سيتركز الإعصار على الشمال الشرقي من الساحل، مشيرا إلى أن عدد الطلاب في هذه المنطقة يصل إلى عشرة آلاف طالب. وعن تواصل الملحقية مع الجهات ذات العلاقة في الولايات المتحدة الأمريكية حول تأثيرات هذا الإعصار أشار العساف إلى أن البيانات المتوفرة عن «ساندي» تشير إلى أن امتداده الجغرافي وقطر الدائرة يصل إلى 500 ميل ويتحرك في الاتجاه الشمالي الغربي وسرعة الرياح الحالية تصل إلى 70 ميل في الساعة، كما أوضح العساف أن الجهود مع سفارة خادم الحرمين الشريفين حول هذا الجانب قائمة ومستمرة على مدار الساعة.
الملحق الثقافي يتواصل مع الطلاب
في المقابل، قال الملحق الثقافي بالولايات المتحدة الدكتور محمد عبدالله العيسى في رسالة وجهها لجميع الطلاب: «أتمنى للجميع السلامة الدائمة كما أنصح الطلبة السعوديين اتباع التعليمات الاحترازية والأخذ بالمعلومات التي تصدر من السلطات المحلية تجنبا لأي مكروه والله يرعاكم». وأشار الدكتور العيسى إلى أنه وبعد الاطلاع على ما تناقلته وسائل الإعلام الأمريكية بشأن الإعصار «ساندي» الذي سيضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية وما قد ينجم عنه من أضرار فقد قامت القنصلية السعودية بنيويورك بتشكيل فريق طوارئ لتلقي اتصالات الطلبة والمواطنين حال حدوث أي ضرر (لا سمح الله) قد يخلفه الإعصار ولتقديم المساعدة لهم وإيوائهم، موضحا أنه تم إبلاغ كافة الطلاب المبتعثين الذين يتواجدون في نطاق مرور الإعصار على امتداد الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية من قبل الملحقية الثقافية بواشنطن.
إلغاء 3 رحلات إلى واشنطن ونيويورك .. الملحم ل «عكاظ»:
تعويض المسافرين وجدولة الرحلات يقرر بعد زوال «ساندي»
محمد طالب الأحمدي (جدة)
كشف ل «عكاظ» مدير عام الخطوط الجوية السعودية المهندس خالد بن عبدالله الملحم عن نتائج اجتماع عقد عند الساعة 3.30 عصر أمس في جدة، مع اتحاد النقل الجوي الدولي (اياتا)، ومجموعة خطوط الطيران الدولية (آل إي جي) حول إيقاف الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة، حيث خلص الاجتماع بقرار إيقاف الرحلات عن العاصمة «واشنطن»، بعد أن كان مقتصرا على «نيويورك»، واستمراره حتى صباح غد الأربعاء بتوقيت المملكة (نهاية اليوم بتوقيت واشنطن).
وقال الملحم إن الاجتماع عرض تقارير الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية، حيث تبين أن تذبذب سرعة الإعصار لا يشير إلى وقت محدد لزوال أثره، ما دعا إلى وقف الرحلات إلى صباح الغد بصورة أولية قابلة للتمديد.
وبشأن جدولة الرحلات الملغاة وتعويض المسافرين، أوضح الملحم أن ذلك سابق لأوانه، كون الإلغاء لا يخص الخطوط السعودية وحدها، إذ يتم جدولتها بعد عودة الأوضاع إلى طبيعتها بالتنسيق مع اتحاد النقل الجوي ومجموعة الطيران الدولية، حيث تجدول رحلات جميع شركات الطيران في العالم، مشيرا إلى أن الرحلات الملغاة، والتي كان مقررا إقلاعها إلى واشنطن ونيويورك من المطارات الدولية السعودية اليوم هي ثلاث رحلات فقط.
تعليق الطيران والقطارات.. وإلغاء اجتماع الأمم المتحدة
الوكالات (واشنطن، نيويورك)
تترقب معظم المناطق الشرقية من الولايات المتحدة بحذر اليوم اجتياح الإعصار «ساندي» الذي أطلق عليه اسم (العاصفة الوحش)، مهددا بإحداث أضرار ودمار في المنطقة حيث تصاحبه رياح عاتية وأمطار غزيرة.
وأطلقت سلطات نيويورك أمس أوامرها بإجلاء أكثر من 370 ألف شخص من المناطق الساحلية المنخفضة، مع اقتراب زيادة قوة الإعصار البارحة الأولى، ما أجبر المنطقة الساحلية على إيقاف الحياة المعيشية والاقتصادية بالكامل، مقابل إلغاء أكثر من 7400 رحلة طيران، وإغلاق الطرق البرية، بينما جرى الإيعاز لموظفي الحكومة غير الأساسيين بعدم الحضور إلى أماكن العمل. وعلقت شركة «امتراك» جميع خدمات الحافلات والقطارات في منطقة الساحل، كما توقفت حركة الحافلات والقطارات في نيويورك وفيلادلفيا وواشنطن.
في المقابل أعلنت بورصة نيويورك وناسداك وأسواق الأوراق المالية في شيكاغو أنها ستغلق يوم الاثنين وربما حتى يوم الثلاثاء.
وألغت الأمم المتحدة اجتماعاتها في مقرها في نيويورك، كما ستغلق مسارح برودواي وكارنيغي هول أبوابها، وألغيت الدراسة في مدارس بالتيمور، وبوسطن، وواشنطن، وعدد من البلدات الصغيرة الأخرى.
تعطيل مصافي النفط وتراجع في طلب «الخام»
رويترز (عواصم)
اتفق المسؤولون التنفيذيون لأسواق الأسهم الأمريكية والجهات المنظمة لها على إغلاق الأسواق اليوم، بسبب إعصار (ساندي)، مع محاولة إعادة فتحها يوم غد. في وقت شهدت فيه الأسواق الأوروبية تراجعا يقوده أسهم شركات التأمين، وسط توقعات بتأثر أرباح القطاع مع زيادة النفقات الناجمة عن الإعصار.
من جهة أخرى، استقر مزيج برنت عند 110 دولارات للبرميل أمس، وسط إغلاق مصافي النفط الكبرى في الولايات المتحدة عملياتها، إذ قد تتسبب الفيضانات في انقطاع التيار الكهربائي.
ورجح محللون أن يؤول الإعصار إلى انخفاض استهلاك النفط لدى أمريكا، نتيجة تراجع حركة النقل البري والقطارات، وإلغاء الرحلات الجوية. في المقابل، يسجل الطلب الأمريكي على النفط الخام تراجعا بسبب إغلاق المصافي، بينما يرتفع بالنسبة للمنتجات النفطية بحسب توقعات بحدوث نقص فيها.