(عمق) .. هذه الكلمة لها فجوتان، بإمكانها أي كلمة عمق أن تبلغ مسافة في التفكير، ويمكن أن تطيح بك بقدر المسافة.. جرب أن تقرأها من الأخير فتصبح كلمة «قمع» ، أي فجوة ستختار، وهل الاحتمال وارد عند اختيارك؟!. يحكى أن رجلا ذهب إلى قرية سكانها جميعهم أذكياء فطلب منهم عملا فوافقوا ولكن على أن لا يتدخل في شؤونهم، وما كان من الرجل إلا أن يعمل بجهد محترف وبصمت وذلك ما أذهلهم.. ومضت الأيام وسيرة الرجل وكفاحه الصامت اخترقا تساؤل جميع من في القرية.. وكان عمق فكرة الرجل الغريب مفتاحا لدخول عقل هذه القرية ومن فيها من أذكياء رغم أنف الذكاء. هنا نقول لو تعامل الرجل الغريب مع هذه القرية مع موافقتهم لطلب العمل مع حشر أنفه في شؤونهم التي منع من التدخل فيها، هل سيكون هناك تأثير في طبقة مجتمع القرية أو وصوله إلى عقل شخص منهم، بالتأكيد سوف يكون «القمع» مسافة ترمي به خارج حدود القرية. لا تتعامل بهكذا طريقة واحذر تيار الفضول الذي بداخلك بغباء، إن التيار الذي تود أن تتعامل به دون معرفة أحوال الطقس فإنه يمكن أن تصادف عاصفة رياح تغرقك ..!. لم أشاهد (فيليكس) لحظة طيرانه ولحظة سقوطه، برغم أن العالم كان ينتظر مشاهدته.. ولكن رغم تحقيق هذا الرجل لأرقام قياسية جديدة، فإنني أقول: عفوا (فيليكس) أنت لم تتعد الأرقام القياسية لسخرية بعض أفراد مجتمعنا. عفوا (فيليكس) هل تعلم أنك لم تخترق عمق أفكارنا المعتادة!!. هل تعلم أنهم قالوا عنك إنك مجرد كذبة إعلامية، (وأزيدك من الشعر بيت) أن جميع أقوالنا عنك كانت ونحن نلتهم كبستنا المعتادة ..!. لا نزال تحت تأثير ثقافة المعتاد والروتين. يقال إننا أضربنا عن (الدجاج).. ولكن في فترة الظهيرة ترى كثيرين مزدحمين عند مطاعم (البخاري).. إنهم لم يستطيعوا الصبر على الإضراب عن دجاجة فكيف أن يصدق بعضهم أن رجلا اخترق حاجز الصوت. ولكن فلنتذكر هذا المثل: «القافلة تسير و ....»، ولكن يبدو لي أن هذا المثل غبي.. فعلينا أن نتعمق قليلا، لما لانغير المثل هكذا: «القافلة تسير والطيور تغرد» .. ألم يجعل (الرجل الغريب) من «عمق» أسلوبه أشخاصا يغردون بذهول. (فيليكس) وحده ابتكر رقما في «عمق» المقاييس واخترق عقولهم بأربع دقائق. مجتمعنا العزيز جرب أن تتركنا في «عمق» التطلع إلى إنجاز ناجح لأجل مستقبل رائع، كي نبلغ فجوة مسافتها نجاحك .. إن هذه الكلمة «عمق» ينبغي أن لا تقرأها من الأخير. إبراهيم بن سعيد