اعترف صباح أمس مندوب مبيعات السيارات المستعلمة ذو الأصل الإيراني منصور أربابسيار بمحاولته اغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة الدكتور عادل بن أحمد الجبير، وذلك أمام المحكمة الفيدرالية الأمريكية في مانهاتن بولاية نيويورك. وأقر المدان اربابسيار في اعترافاته بأنه تلقى دعما من عسكريين ايرانيين لإنجاز هذه العملية، المقرر تنفيذها في مطعم بالعاصمة واشنطن في 5 أكتوبر 2011، ومن ثم عملية لاحقة بتفجير مبنى السفارة في العاصمة وذلك مقابل 1.5 مليون دولار. وكشف المتهم عن شبكة من المتآمرين معه لاغتيال السفير يتوزعون في الولاياتالمتحدةوإيرانوالمكسيك أجمعوا على تنفيذ العملية رغم احتمالية مقتل أعضاء في مجلس الشيوخ ومسؤولين آخرين.. لتنتهي محاكمته بسجنه 25 عاما في ثلاث تهم تتعلق جميعها بعملية اغتيال السفير. وحصلت «عكاظ» على خطاب وزير العدل الأمريكي أيريك هولدر، الذي اعتمده بعد جلسة الأمس وجاء فيه: في إطار اعتراف اربابسيار بالذنب، أقر بأنه منذ ربيع 2011 وحتى خريف 2011 قام بالتآمر مع عسكريين ايرانيين، للعمل على اغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة أثناء وجوده بها. واعترف اربابسيار بأنه بناء على توجيهات من شركائه في التآمر فقد سافر إلى المكسيك عدة مرات خلال عام 2011 من أجل الإعداد لاغتيال السفير. اعترف اربابسيار بأنه، وبعد موافقة المتآمرين معه، رتب لاستئجار مصدر موضع ثقة في إدارة مكافحة المخدرات (مصدر سري)، الذي زعم أنه يمثل عصابة لتجارة المخدرات، وشركاء مجرمين له من أجل اغتيال السفير. اعترف اربابسيار أيضا بأنه وافق على دفع مبلغ 105 ملايين دولار للمصدر السري وأنه تناقش معه حول خطة لاغتيال السفير في مطعم بواشنطن العاصمة، وهي خطة وافق عليها المتآمرون مع اربابسيار. بعد ذلك رتب اربابسيار لدفع مقدم قدره 100 ألف دولار على دفعتين ترسل برقيا إلى المصدر السري. صلة المخدرات بالإرهاب وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات ليونهارت: الصلة الخطيرة بين تجارة المخدرات والإرهاب غير قابلة للشكوك، وتعد هذه القضية مثالا آخر للدور الفريد لإدارة مكافحة المخدرات في تحديد الشبكات التي قد تكون مميتة وترغب في إيذاء الأمريكيين الأبرياء وحلفائنا حول العالم، وإن استخدام إدارة مكافحة المخدرات لخبراتها الواسعة المتطورة في التحقيقات واختراقها لجماعات تجارة المخدرات التي تمارس العنف ومنظمات إرهابية مكنها من تحديد هذه الأخطار بنجاح، والعمل بشكل لصيق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنع حدوث نتائج قد تكون قاتلة. وقالت مساعدة النائب العام للأمن القومي ليسا موناكو: بفضل جهود التعاون المشترك بين كثير من المهنيين في أجهزة إنفاذ القانون والأجهزة الاستخباراتية، تم إحباط مؤامرة الاغتيال قبل أن يتعرض أي شخص لأذى، وأقر المتآمر الرئيس بأنه مذنب، فهذه القضية تؤكد مجددا على بيئة التهديدات المتغيرة التي نواجهها وعلى الحاجة إلى اليقظة المستمرة في الداخل والخارج. فيما قال المدعي العام بهرارا: مثلما اتهم في الأساس، وكما اعترف الآن، فإن اربابسيار كان بمثابة يد القتل الطولى لقتل السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة، وكان لديهم استعداد لقتل آخرين في المتواجدين في مكان الحدث حسبما تقتضي الضرورة. صحيفة الاتهام ووفقا لصحيفة الاتهام المرفوعة أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية، وحسب المعلومات التي أقر بها اربابسيار، فإنه وخلال الفترة بين مايو ويوليو سنة 2011، التقى اربابسيار في عدة مناسبات بالمصدر السري في المكسيك، وخلال تلك الاجتماعات سأل اربابسيار المصدر السري عما إذا كان على علم بالمتفجرات وقال إنه يرغب -ضمن أمور أخرى- شن هجوم على سفارة المملكة وقتل السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة. وفي يوم 14 يوليو 2011 أبلغ المصدر السري اربابسيار خلال لقائهما في المكسيك أنه يحتاج لما لا يقل عن 4 رجال لتنفيذ عملية اغتيال السفير، وذلك مقابل 1.5 مليون دولار. وورد في صحيفة الاتهام أيضا، أن اربابسيار وافق وقال إن قتل السفير يجب أن يتم أولا قبل شن هجمات أخرى كان قد ناقشها هو مع المصدر السري. كما قال اربابسيار إن لديه وشركائه مبلغ 100 ألف دولار يمكن سدادها للمصدر السري دفعة أولى مقدمة نظير اغتيال السفير، وخلال الاجتماع نفسه، حكى اربابسيار للمصدر السري عن ابن عمه المقيم في إيران الذي قال إنه طلب من اربابسيار العثور على شخص لتنفيذ عملية اغتيال السفير. وأوضح اربابسيار أن ابن عمه يعمل ضابطا برتبة عالية (جنرال) في الجيش الإيراني، وأنه يركز على قضايا خارج إيران، وأنه قد اتخذ خطوات غير محددة تتعلق بتفجيرات في العراق. وفي يوم 17 يوليو 2011 وخلال اجتماعهما في المكسيك، ذكر المصدر السري لأربابسيار أن أحد العاملين معه قد توجه بالفعل إلى واشنطن العاصمة، لرصد تحركات السفير. فأثار المصدر السري أيضا احتمال مقتل مارة أبرياء، فأوضح اربابسيار ضرورة المضي قدما في مخطط الاغتيال برغم احتمال حدوث قتل جماعي، فقال المصدر السري «إنهم يودون الإجهاز على السفير، ولو قتل خلال ذلك المئات فليذهبوا إلى الجحيم». فناقش المصدر السري واربابسيار تفجير مطعم في الولاياتالمتحدة يرتاده السفير، وعندما قال المصدر السري إن آخرين قد يقتلون في الهجوم، بما في ذلك أعضاء في مجلس الشيوخ ممن يتناولون العشاء في ذلك المطعم، قلل اربابسيار من شأن تلك المخاوف، قائلا «ليست ذات شأن». وفي يومي 1و9 أغسطس 2011 أجرى اربابسيار حوالتين خارجيتين بقيمة إجمالية بلغت 100 ألف دولار إلى حسابات سرية تخص مكتب التحقيقات الفيدرالي كدفعة مقدمة لصالح المصدر السري مقابل عملية الاغتيال، وفي وقت لاحق قال اربابسيار للمصدر السري إنه سيوفر بقية مبلغ ال1.5 مليون دولار بعد تنفيذ عملية الاغتيال. وفي يوم 20 سبتمبر 2011 أبلغ المصدر السري اربابسيار أن العملية جاهزة وطلب منه إما أن يسدد نصف مبلغ المليون ونصف المليون دولار المتفق عليه، أو أن يتوجه اربابسيار نفسه إلى المكسيك ليتم التحفظ عليه كضمان لتسديد كامل المبلغ. فوافق اربابسيار على السفر إلى المكسيك ليتخذ بمثابة ضمان لتسديد كامل المبلغ عليه لتنفيذ عملية الاغتيال. وفي يوم 28 سبتمبر 2011 غادر اربابسيار جوا إلى المكسيك، وقد منع من دخولها وأعيد على متن طائرة عائدة إلى الوجهة التي أتى منها. اعتقال اربابسيار وفي يوم 29 سبتمبر 2011 اعتقل اربابسيار من قبل عملاء فيدراليين خلال توقفه في مطار (جي. إف. كي) الدولي بنيويورك. وبعد ساعات من اعتقاله، أحيط اربابسيار علما بحقوقه التي يكفلها القانون ووافق على التنازل عن تلك الحقوق والتحدث إلى الجهات الأمنية. وخلال سلسلة من الجلسات التي جرى خلالها تبصيره بحقوقه القانونية اعترف اربابسيار بمشاركته في مخطط الاغتيال، وأقر بأنه قد تم تجنيده وتمويله وتوجيهه من قبل رجال فهم أنهم مسؤولون على مستوى رفيع في فيلق القدسالإيراني. وقال اربابسيار للمحققين إن ابن عمه، العضو البارز في فيلق القدس منذ فترة طويلة حسب علمه، قد اتصل به في بداية ربيع 2011 مستفسرا عن إمكانية تجنيد عصابات مخدرات لخطف السفير.