شهدت مدينة حلب معارك عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام التي دمرت انبوبا ينقل المياه للمدينة واقتحمت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وداهمت مستشفى المخيم الواقع في ضواحي العاصمة دمشق. وفيما أسفرت المواجهات وأعمال القصف في مختلف مناطق سورية أمس عن سقوط 172 قتيلا، قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي تشديد العقوبات على نظام بشار الأسد. وأعلن الجيش الحر عن صد هجوم شنته قوات النظام لاستعادة ثكنة عسكرية سيطرت عليها الكتائب المسلحة في حي هنانو بشرق حلب. وأفاد المرصد السوري أن قسما من مدينة حلب انقطعت عنه مياه الشرب بعد تدمير انبوب رئيسي للتوزيع في حي بستان الباشا بشمال المدينة. وقال إن الامر خطير لان هذا الانبوب ينقل المياه الى كل المدينة، مضيفا لا نعرف كيف دمر الانبوب لكن كانت هناك غارات جوية ومعارك في هذا القطاع. وذكرت أنباء ان تغذية المياه توقفت في أحياء الميدان والعزيزية والسليمانية. وحسب المرصد فإن المقاتلين المناهضين للنظام هاجموا حاجزا لقواته في الليرمون (شمال غرب حلب). وأثر الهجوم تعرضت بلدة عندان وحي الميسر لقصف جوي. وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في حي التضامن و تعرض الحي لقصف من قوات الأسد طاول كذلك حي الحجر الاسود القريب. واقتحمت القوات النظامية مستشفى الباسل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينين بحثا عن جرحى من الكتائب المسلحة. وأشار الى معلومات عن اصابة مروحية كانت تستخدم في أعمال القصف. سياسيا اعلنت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو ماركوليس التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ان الاتحاد توصل أمس الى توافق على تشديد العقوبات الاوروبية المفروضة على نظام بشار الاسد. وقالت الوزيرة للصحافيين في ختام اجتماع تشاوري ضمها ونظراءها الاوروبيين في بافوس ان الوزراء توافقوا كذلك على مسألة تقديم مساعدات انسانية للمدنيين في سورية وفي الدول المجاورة لها. كما قال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز ان نظراءه في الاتحاد الاوروبي اتفقوا على ضرورة فرض عقوبات جديدة وكلفوا كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد باعداد اقتراحات للمحادثات التي ستجري الشهر المقبل. في مقابل ذلك، اعلنت روسيا انها ستدفع مجلس الامن الدولي للمصادقة خلال اجتماع في نهاية سبتمبر الحالي على اتفاق جنيف حول مبادئ انتقال سياسي في سورية، الا ان واشنطن سارعت الى التحذير من ان هكذا قرار لن يمر الا اذا ارفق بعقوبات في حال عدم التزام دمشق به. ومن العاصمة الاردنية عمان انتقد وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي موقف روسيا والصين ازاء النزاع السوري، معتبرا ان نظام الاسد يتآكل وسيسقط، وان على المجتمع الدولي ان يقف صفا واحدا. وقال ان ما أراه هو أن مجلس الأمن يفشل وهناك سياسة لمنع كل ما يقربنا من التقدم في المجلس، وهذه من وجهة نظرنا سياسة خاطئة تماما.