في الوقت الذي تجاوز سعر «الوايت» أرقاماً فلكية، ما زال مسلسل «انقطاع المياه» في المدينةالمنورة الذي وقفت منه «مديريتها» موقف المشاهد، يواصل عروضه للأسبوع الثاني في أحياء العزيزية، والحرة الشرقية، والحرس، والسيح، والأعمدة، والسحمان، والجرف وغيرها من المناطق، وتبدي «مياه البلدية» تعنتاً من إطفاء ظمأ قاطنيها. وأكد الأهالي في الأحياء المتضررة ل«الحياة» استمرار انقطاع المياه عنهم لأيام عدة ما أدى إلى ارتفاع سعر حمولة وايت الماء العادي إلى 200 و300ريال، مطالبين بضرورة إعادة النظر في شبكات مياه الأحياء التي مضى على إنشاء بعضها أعوام بعيدة ولم تعد تفي بحاجات السكان جراء تزايد أعدادهم وأعداد الوحدات السكنية التي تتصل بها. وأشار المواطن سالم حماد ل«الحياة» إلى أنه اعتاد على مسلسل انقطاع «عصب الحياة» عن منزله في حي السحمان وسط المدينةالمنورة منذ أسابيع عدة لمدة يومين وثلاثة أيام بشكل متواصل، لا سيما خلال نهاية الأسبوع. وقال: «في البداية كنت أضطر للوقوف في طابور مديرية المياه للحصول على وايت ماء بسعر 50 ريالاً، هرباً من أطماع أصحاب الوايتات الخاصة الذين رفعوا الأسعار إلى ما بين 150 إلى 200 ريال للوايت العادي، فيما يصل سعر الوايت الكبير حمولة 20 طنا إلى أكثر من ذلك»، مضيفاً أنه اضطر في نهاية الأمر إلى التعامل مع أحد أصحاب الوايتات الأخيرة والاتصال به أسبوعياً لجلب وايت ما يكلفه مبلغاً يتراوح بين 800 إلى ألف ريال شهرياً، وطالب الحماد بمشاريع لتوسعة شبكات المياه في الأحياء خصوصاً القديمة، لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد السكان والطلب المتزايد على المياه خلال الصيف. ويؤكد عبدالمعطي السحيمي أن أزمة انقطاع المياه تتكرر في حي السيح الذي يقطنه أكثر من 40 ألف نسمة مع دخول فصل الصيف، وأردف: «لقد خاطبنا مديرية المياه ومسؤول شبكات المياه في المديرية وكأن شيئاً لم يحدث، فأحياناً يقال إن سبب المشكلة أعطال في الشبكة سيتم إصلاحها، ولكن تكرار الانقطاع بشكل أسبوعي عن الحي يؤكد أن مخصصات الحي من المياه المحلاة لا تفي بحاجة السكان»، منادياً بتطوير «الشبكة» وإنشاء مشاريع لتوسعتها أو تحديد ساعات إضافية لضخ المياه لحيه وبقية الأحياء المتأثرة. المشكلة ذاتها، تواجه ما يزيد على 25 ألف نسمة في حي العزيزية منذ دخول فصل الصيف الحالي وبدء مسلسل الانقطاع المتكرر للمياه عن منازل السكان، وهو ما أوضحه المواطن حسان المغامسي عقب إفادته «الحياة» بأنه يقيم في الحي منذ أعوام عدة وفي كل عام تطل مشكلة انقطاع المياه برأسها في الحي بأكمله، فيما أحياء أخرى مجاورة لا تنقطع عنها المياه، وزاد: «حالياً تنفذ مديرية المياه مشروع توسعة الشبكة في بعض أجزاء الحي لكن أعمال التنفيذ تسير ببطء شديد وقد لا تؤدي إلى حل جذري للمعضلة نهائياً عن الحي»، كاشفاً تلقي الأهالي سابقاً وعوداً من المسؤولين في المديرية بحل المشكلة قريباً، بيد أن الواقع لا يبشر بخير، إذ ما زالت المشكلة قائمة حالياً. ومع أن حي الأعمدة يقع في أكثر المناطق ازدحاماً في المدينةالمنورة ويبعد عن الحرم النبوي مسافة لا تزيد على 500 متر إلا أن قاطنيه، ومنهم حمزة عينوسي يستعينون بمياه الوايتات طوال فصل الصيف، ولأنه علم أنه لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، أبدى عينوسي شكواه مباشرة من مماطلة أصحاب الوايتات في تعبئة خزانات المنازل في حيه، إذ إن الشكوى من شبكة المياه أصبحت (بحسب وصفه) لا تجدي نفعاً، فضلاً عن مضاعفتهم أسعار المياه مستغلين حاجة الناس جراء انقطاع المياه عن منازلهم فترات طويلة، وقال: «يتطلب الأمر منا الاتصال بصاحب الوايت صباحاً للحصول على المياه المحلاة في المساء أو في اليوم التالي في مأساة لا تحتمل».