وقعت معارك عنيفة بين قوات النظام السوري والجيش الحر أمس في مدينة حلب وأحياء في جنوب وغرب العاصمة دمشق، وأدت الاشتباكات وأعمال القصف في أنحاء متفرقة من البلاد الى سقوط 157 قتيلا ، فيما شارك آلاف السوريين في تظاهرات ضد نظام الأسد دعا اليها الناشطون في جمعة تحت شعار «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا». ولاقى تعيين الأخضر الابراهيمي مبعوثا جديدا لسورية ترحيبا عربيا دوليا حذرا وطالبت فرنسا بالإسراع في إسقاط نظام الأسد. وأظهرت لقطات فيديو نشرها ناشطون على موقع للإعلام الاجتماعي على الانترنت قتالا عنيفا بين الكتائب الثائرة وقناصة قوات النظام في حي صلاح الدين في حلب. كما تعرضت أحياء عدة لا سيما حي الميسر الشرقي، للقصف من قبل قوات النظام. وفيما يتعلق بالوضع في دمشق أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات وقعت في محيط مطار المزة العسكري وانتقلت الى طريق المتحلق الجنوبي. كما وقعت اشتباكات في حي القدم على طريق درعا دمشق الدولي وفي حيي التضامن والحجر الاسود . وتعرضت منطقة البساتين بين حيي المزة وكفرسوسة للقصف من طائرات حوامة. سياسيا أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحات أدلى بها في بيروت أن لديه معلومات تفيد ان انشقاقات جديدة مهمة سوف تحصل قريبا داخل النظام السوري. وصعد في وقت لاحق موقف بلاده من الأزمة السورية ودعا خلال زيارته لمخيم للاجئين السوريين على الحدود التركية أمس الى اسقاط النظام السوري بسرعة . وقال ان الحكومة الفرنسية تبحث مع تركيا خصوصا ومع حكومات اخرى بسبل وقف المجازر، مضيفا كلما تغير النظام بسرعة كلما كان ذلك افضل. وأعلنت الاممالمتحدة أمس رسميا تعيين وزير الخارجية الجزائري الاسبق الاخضر الابراهيمي مبعوثا أمميا عربيا جديدا لسورية ودعت المجتمع الدولي الى تقديم الدعم له لتسهيل نجاحه في مهمته. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان الامين العام يثمن رغبة الابراهيمي في وضع امكاناته وخبرته تحت التصرف لانجاح هذه المهمة الكبيرة التي سيحتاج لانجازها الى دعم كبير واضح وموحد من قبل المجتمع الدولي. ومن جهته قال الإبراهيمي في أول تصريح له بعد تكليفه بمهمته الجديدة إنه ليس واثقا تماما حيال فرص إنهاء النزاع في سورية. وأضاف: ما أنا واثق منه هو أني سأقوم بكل ما أستطيع، سأبذل فعلا جهدي.. ربما أفشل ولكن أحيانا يسعفنا الحظ ونتقدم. وأعلن أنه سيتوجه قريبا إلى نيويورك للقاء أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفي أول رد فعل عربي أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في بيان عن أمله في أن ينجح الابراهيمي في مهمته الدقيقة نظرا لما يحمله من خبرة سياسية كبيرة في التعامل مع القضايا والأزمات الإقليمية. وشدد على أن نجاح الإبراهيمي في مهمته بوقف العنف الدائر في سورية وحقن دماء الشعب السوري البريء وتحقيق مطالبه المشروعة بالانتقال السياسي السلمي إلى نظام ديمقراطي سليم، لن يتأتى إلا بتضافر جميع الجهود الإقليمية والدولية خاصة في مجلس الأمن. كما اعلنت بريطانيا دعمها للابراهيمي، وقال سكرتير الدولة البريطاني للشرق الاوسط وافريقيا الشمالية اليستير بورت ان بريطانيا تدعم بشكل كامل تعيين الابراهيمي وتشيد بالخبرة الواسعة التي سيقدمها الى هذ الدور المهم للبحث عن حل سياسي ينهي العنف في سورية. واعرب عن الامل بتوحد المجتمع الدولي لتقديم كل الدعم للابراهيمي للعمل مع كل اطراف النزاع في سورية لانهاء سفك الدماء. من جهته قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود إن تعيين الابراهيمي مهم لكن على مجلس الأمن الدولي دعمه بالوحدة. وتابع إن لم نشأ أن تكون مهمته غير ناجحة مثل مهمة كوفي عنان ، يجب أن نتوصل إلى إجماع في مجلس الأمن وعدم السماح بأي تكتيكات تهدف إلى التأخير . لكن الولاياتالمتحدة أبدت تحفظا واضحا. وقال جون ارنست مساعد المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما في لقائه اليومي مع الصحافيين يلزمنا المزيد من الايضاحات من الاممالمتحدة بشأن مهمة الابراهيمي في منصبه الجديد.