اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي زار مخيما للاجئين السوريين على الحدود التركية الخميس انه "يجب اسقاط النظام السوري وبسرعة"، منتقدا "التجاوزات" التي ترتكبها دمشق بحق المدنيين. وقال فابيوس للصحافيين "بعد الاستماع الى الشهادات المؤثرة من الاشخاص هنا عندما نستمع الى ذلك وانا اعي قوة ما اقوله: بشار الاسد لا يستحق ان يكون موجودا". ميدانياً تجددت الاشتباكات امس في احياء في جنوب وغرب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، فيما يستمر القصف على احياء في مدينة حلب في شمال سوريا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين. وتأتي اعمال العنف الجديدة هذه غداة اعلان مجلس الامن الدولي تعليق مهمة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا الذين نشروا في نيسان/ابريل الماضي لمراقبة وقف لاطلاق النار لم يطبق. وغداة يوم دام في سوريا قتل فيه 180 شخصا هم 112 مدنيا و49 عنصرا من قوات النظام و19 مقاتلا معارضا ومثل كل جمعة منذ 17 شهرا، اطلقت دعوات الى التظاهر ضد نظام بشار الاسد تحت شعار "بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا". عناصر من الجيش الحر يحرسون احد شوارع سقبا من ضواحي دمشق (رويترز) وقال المرصد في بيان ان اشتباكات وقعت في محيط مطار المزة العسكري (غرب) وانتقلت بعدها الى طريق المتحلق الجنوبي. كما وقعت اشتباكات في حي القدم (جنوب) على طريق درعا دمشق الدولي وفي حيي التضامن والحجر الاسود (جنوب). وتعرضت منطقة البساتين بين حيي المزة وكفر سوسة للقصف من طائرات حوامة. وافاد ناشطون ان الاشتباكات اندلعت اثر هجوم للجيش السوري الحر على مواقع للقوات النظامية على اوتوستراد درعا. ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان الليلة قبل الماضية في دمشق ب"الساخنة"، مشيرة الى ان "اصوات القصف والاشتباكات لم تهدأ". واضافت ان "الجيش الحر هاجم حاجز كفرسوسة داريا قرب مطار المزة العسكري، وثكنة عسكرية أسفل جسر اللوان في كفرسوسة". وامتد القصف والاشتباكات الى ريف دمشق في داريا والسبينة وقارة وقطنا والكسوة والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب. وقال المرصد السوري ان "القوات النظامية سيطرت على مدينة التل" التي شهدت خلال الايام الماضية حملات قصف شديد واشتباكات على مداخلها، مشيرا الى "انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة من المدينة". وعثر على 65 جثة مجهولة الهوية في بلدة قطنا وثلاث جثث اخرى في منطقة البساتين بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق، وهما منطقتان تشهدان منذ اسابيع تصعيدا في العمليات العسكرية. وفي مدينة حلب، تعرضت احياء عدة لا سيما حي الميسر الشرقي، للقصف من القوات النظامية السورية صباحا. وذكرت الهيئة العامة للثورة ان حريقين اندلعا في مصنع للقطن ومعمل ضخم للزيوت في منطقة دوار الجندول القريب من الوسط ليلا نتيجة القصف، مشيرة الى "تصاعد ألسنة اللهب بشكل قوي ويصعب على الأهالي إخماد الحريق". في محافظة درعا (جنوب)، قتل فتيان في بلدة نامر في كمين نصبته لهما القوات النظامية فجر الجمعة، كما قال المرصد. وفي محافظة حمص (وسط)، قتل خمسة شبان في منطقة القصير اثر اطلاق الرصاص عليهم من القوات النظامية السورية. في مدينة دير الزور (شرق)، قتل مقاتل معارض اثر اشتباكات مع القوات النظامية واربعة عناصر من القوات النظامية اثر استهداف اليات عسكرية. وفي ظل تصاعد وتيرة العنف، تعول المعارضة اكثر فاكثر على الجيش السوري الحر لمواجهة قوات النظام. وقد دعت الى التظاهر في جمعة "بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا". ويتألف الجيش الحر من جنود منشقين وغالبية من المدنيين الذين حملوا السلاح ضد النظام السوري. وهو يفتقد الى التنظيم والى التنسيق بين المجموعات المختلفة. وقرر مجلس الامن الدولي الخميس انهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بعد نحو اربعة اشهر على بدئها. وقد دعت روسيا بعد اجتماع مجلس الامن، القوى الكبرى الى ان توجه مع السعودية وايران نداء للحكومة السورية والمعارضة لوضع حد للنزاع. وقال المبعوث الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو بعد اجتماع عقده المجلس لبحث المسألة السورية، ان "شروط استمرار مهمة بعثة المراقبين الدوليين غير متوفرة". وتنتهي مدة المهمة منتصف ليل الاحد. وصرح ادموند موليت من قسم حفظ السلام في الاممالمتحدة للصحافيين ان "هذه المهمة ستنتهي عند منتصف ليل الاحد". وقالت واشنطن "نؤيد حضورا محدودا لمراقبي الاممالمتحدة في سوريا ونبحث في مجلس الامن كيفية القيام بذلك"، مكررة الدعوة الى "البدء بعملية سياسية (في سوريا) لمصلحة المجتمع الدولي على المدى البعيد". وتتمسك موسكو بدعم النظام السوري واستخدمت حقض النقض (الفيتو) ثلاث مرات مع بكين للحؤول دون اصدار مجلس الامن قرارا يفرض عقوبات على دمشق. وفي اطار جولة في المنطقة، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيروت انه يملك معلومات مفادها ان انشقاقات جديدة "مهمة" سوف تحصل قريبا داخل النظام السوري. وقال "بحسب المعلومات التي نملكها، ولكن سوف نرى ما اذا كانت ستتأكد خلال الايام المقبلة، فان انشقاقات اخرى مهمة سوف تحصل"، معتبرا ان "كل هذا الامر يظهر ان اشخاصا من طوائف اخرى (...) قرروا التخلي عن النظام لانهم رأوا ان الشيء الوحيد الذي يعرف ان يفعله حاليا بشار الاسد هو قتل شعبه". واخيرا، غادر رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب الاردن الى قطر الخميس في زيارة تستمر ثلاثة ايام، كما اعلن المتحدث باسمه محمد العطري لوكالة فرانس برس امس. وقال ان لدى "حجاب برنامجا معينا وسيخرج من هناك للاعلام للحديث عن برنامجه وخططه" المستقبلية.