أسئلة عن أحكام رمضان يجيب عليها فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء. التبرع بالدم • إذا تبرع الإنسان من دمه وهو صائم هل يؤثر ذلك على صيامه، وما رأيكم في الحقنة التي ليست للتغذية بالنسبة للصائم، هل هي من مباحات الصيام أم أنها من مبطلاته، أفيدونا في ذلك أثابكم الله؟ • بالنسبة لسحب الدم من الصائم فهذا يفسد الصيام إذا كان كثيرا، فإذا سحب منه دم للتبرع به لبنك الدم مثلا أو لإسعاف مريض فإن ذلك يؤثر ويبطل صيامه كالحجامة. فالحجامة ثبتت بالنص أنها تفطر الصائم فكذلك مثلها سحب الدم إذا كان بكمية كثيرة، أما قضية الحقن التي تحقن في جسم الصائم وهي الإبر فهذه إن كانت من الإبر المغذية فلا شك أنها تفطر الصائم لأنها تقوم مقام الأكل والشرب في تنشيط الجسم وفي تغذيته، فهي تأخذ حكم الطعام والشراب، وكذلك إذا كانت من الإبر غير المغذية التي تؤخذ للدواء والمعالجة عن طريق العرق (عن طريق الوريد) فهذه أيضا تفطر الصائم، لأنها تسير مع الدم وتصل إلى الجوف ويكون لها تأثير على الجسم كتأثير الطعام والشراب، كما لو أنه ابتلع الحبوب عن طريق الفم فإنها تبطل صيامه فكذلك إذا أخذ الدواء عن طريق الحقن فإن هذا أيضا يؤثر على صيامه. أما الحقن التي تؤخذ في العضل فهذه رخص فيها بعض العلماء. الإفطار بسبب الحيض • سائلة تقول: هي فتاة في العشرين من عمرها وخلال شهر رمضان المبارك في العام الماضي أفطرت خمسة أيام بسبب الحيض وأفطرت أيضا خمسة أيام أخرى وذلك بسبب الامتحانات في الجامعة، حيث أن الجو حار جدا وصادف أيام الامتحانات فقامت بالإفطار في آخر أيام الامتحانات حتى تستطيع التركيز والمذاكرة وتقول إنها كانت تتعب من الصوم والمذاكرة والامتحانات معا لهذا أفطرت، وهذه الأيام العشرة التي عليها لم تقضها، حيث إنها ضعيفة الجسم، وتقول: وعلى كل حال الحمد لله فأنا أتحسن شيئا فشيئا الآن، لكنني قمت بتوزيع مبلغ وقدره نصف دينار عن كل يوم للمساكين ومقداره بالريال السعودي خمسة ريالات تقريبا، المهم أنني أنهيت العشرة الأيام من التوزيع، وسؤالي: هل يجب علي القضاء أيضا بعدما قمت به من إطعام عن كل يوم مسكين، أم أن الأمر انتهى إلى هذا الحد أفيدوني أفادكم الله؟ • أولا إفطار المرأة في أيام الحيض واجب يحرم عليها الصيام في هذه الحالة، فهي تفطر في حال الحيض ويجب عليها القضاء من أيام أخر، فإفطارك أيتها السائلة الخمسة الأيام في وقت الحيض أمر مشروع ويلزمك القضاء عن هذه الخمسة في أيام أخر. أما إفطارك الخمسة الأخرى من أجل المذاكرة والدراسة فهذا خطأ كبير، لأن الدراسة أو المذاكرة ليست عذرا يبيح الإفطار، لأن الإفطار في رمضان إنما يباح للمسافر ويباح للمريض ويباح لكبير السن الذي لا يستطيع الصيام ويباح للحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو على ولديهما، وأنت لست من هؤلاء المعذورين، فإفطارك لأجل المذاكرة أو لأجل الدراسة أو الامتحانات خطأ كبير، فعلى المسلم أن يصوم ولو كان يعمل ويشتغل ما دام مقيما صحيحا فإنه يجب عليه الصيام ولو كان يشتغل بأي عمل من الأعمال، لأن الأعمال ليست عذرا في الإفطار وما زال المسلمون يعملون منذ فرض الله الصيام ويصومون وما كانوا يتركون الصيام من أجل العمل، ولكن يجب على ولاة المسلمين والقائمين على التعليم أن يراعوا ظروف الصيام وأن لا يجعلوا الامتحانات في رمضان أو في أيام الصيام وإذا صادفت الامتحانات رمضان فليجعلوها في الليل أو في أول النهار ولا يحرجوا الطلاب في وقت الحر، بل عليهم أن يخففوا عنهم وأن يجعلوا الامتحان في وقت مناسب مراعاة للشعائر الدينية، لأن الصيام مقدم على غيره، لأنه ركن من أركان الإسلام يجب المحافظة عليه وحساب وقته المناسب. أما ما ذكرت السائلة من تقديم الصدقة والدراهم لتقوم مقام القضاء فهذا خطأ لأن الإطعام إنما يشرع في حق من لا يستطيع القضاء، إما لزمانة مرض وإما لهرم وكبر سن، أما الذي ينتظر الشفاء وينتظر الاستطاعة فهذا يؤخر القضاء حتى يستطيع ولا يطعم، لأنه لم ييأس من القضاء، فما قدمته السائلة من الإطعام أو الصدقة في غير محله، ويجب عليك قضاء الخمسة الأيام التي أفطرتها للحيض وخمسة الأيام التي أفطرتها خطأ من أجل المذاكرة والامتحان، وقد استطعت والحمد لله وذهب عنك المرض فعليك بالمبادرة بالقضاء وعليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم بمقدار نصف صاع من الطعام عن تأخير القضاء. صيام كفارة يمين • سائلة تقول: كان علي صيام أيام كفارة يمين فسألت إحدى أخواتي المسلمات والتي أثق بها لأنها على درجة من العلم فسألتها إن كان الصوم متتابعا أو متفرقا فقالت لي لا يشترط التتابع فصمتها متفرقة ولكن سمعت من برنامجكم ومن أحد العلماء الكرام أنه يشترط التتابع فرجعت إليها فأخرجت لي في تفسير ابن كثير قول مالك فيه بأنه لا يشترط التتابع فهل علي شيء. وما هو القول الصحيح في هذا؟ • كما ذكرت المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، هل يجب التتابع في صيام كفارة اليمين أو لا يجب، ولكن الراجح ما ذهب إليه الإمام أحمد وأبو حنيفة والشافعي في أنه يجب التتابع لأنه قرئ قوله تعالى: {فصيام ثلاثة أيام}. إطعام المساكين • سائلة تقول: سمعت من برنامجكم الكريم وفي رد على أحد الأسئلة بأن الإطعام يجب أن لا يكون لمسكين واحد بل عن كل يوم مسكين غير الآخر، وفي رد آخر لإحدى السائلات التي كان عليها قضاء صيام أيام قبل سنوات لأنها كانت نفساء وحاملا، قال أحد العلماء لها بأنها إن لم يكن لها عذر فإنها تقضي وتطعم ولو جمعتها كلها وأعطتها لمسكين واحد فإن لها ذلك، وتقول إن عليها قضاء منذ سنوات، حيث لم تكن تقضي أيام الحيض. فجمعت مقدار الإطعام وأعطته لمسكين واحد فتقول: والله يعلم إن نيتي لم تكن البحث عن حكم الأسهل ولكن لتعذر وجود مساكين فأعطيته لمسكين واحد، فهل علي شيء في ذلك؟. • لا أعلم في هذه المسألة أنه يجب تعدد المساكين في الإطعام للقضاء عن الصيام إذا تأخر عن وقته والله جل وعلا يقول: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [سورة البقرة: آية 184]. وما دام أنها قد أخرجت الإطعام وأعطته لمسكين واحد فإنه يكون مجزئا إن شاء الله. الأكل عمدا • إذا أفطر شخص عمدا في نهار رمضان، فماذا عليه؟ • إذا أفطر بأكل أو شرب في نهار رمضان متعمدا فقد فعل محرما شديد التحريم ويجب تأديبه وتجب عليه التوبة الصادقة والإمساك بقية يومه ثم قضاء ذلك اليوم. وإن أفطر بجماع وجب عليه مع ما ذكر الكفارة المغلظة وهي عتق رقبة فإن لم يجد صام شهرين متتابعين. فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينا. وعلى المسلم أن يحافظ على صيامه، فإن صيام رمضان أحد أركان الإسلام وهو فرض على المسلم البالغ العاقل الصحيح المقيم.