يحمل المتغربين من أبناء الجاليات المسلمة طقوسهم الرمضانية أينما حلوا، وللأفارقة المقيمين في المملكة تقاليد وموائد خاصة قد لا يكتمل الشهر إلا بها، ومن خلال زيارة قامت بها «عكاظ» إلى مقر أحد أبناء الجالية الأفريقية في مكةالمكرمة تبين أنهم يحرصون على الالتقاء الدائم في شهر رمضان المبارك وتناول وجبة الإفطار والسحور مع بعضهم البعض لتخفيف عناء الغربة والتمتع بالأجواء الرمضانية على طريقتهم الخاصة. وذكر هارون آدم أن رمضان في أفريقيا له ذكريات جميلة وخصوصية يتمتع بها المسلمون هناك عن غيرهم، وبما أن شهر رمضان يدعو الناس للقيام بأعمال الخير فإن العديد من المسلمين يقدمون الطعام ويقومون بأعمال خيرية بغض النظر عن الانتماء الديني لمن يتلقاها. ويضيف: نجتمع على مائدة إفطار واحدة في بلدنا تزيد عن الأربعين شخصا، ولكن هنا لا نستطيع فعل ذلك بسبب ضغط العمل المتواصل الذي لا يتيح فرصة للالتقاء كثيرا. ويشير إلى أن شهر رمضان يشتهر بأكلاته المميزة، وينتظر الكثير من المسلمين بشوق قدوم هذا الشهر لتناول أكلات رمضان المميزة، ولا يكتمل الشهر بدون الأكلة الشهيرة المعروفة باسم «العصيدة»، التي تعتبر ضرورية في الإفطار، وتتكون العصيدة من الدقيق والحليب والعسل، إضافة إلى «السيريه»، وهي عبارة عن قطع من اللحم أو الدجاج، ويتناول بعد استوائه على الجمر مع الرز، الذي يعتبر وجبة السحور المفضلة. ويقول هارون: من وقت لآخر نسعى لنعيش بعض طقوس هذا الشهر التي نمارسها في بلادنا ونطبقها هنا، ولكن من الصعوبة تحقيق ذلك، بحكم اختلاف العادات والتقاليد بين أبناء الجالية الأفريقية وأبناء المملكة مما يجعل التأقلم والاندماج صعبا للغاية. ويضيف: إننا هناك بين أسرنا ويتم تجهيز كل شيء من قبلهم، أما هنا فنحن مطالبون بتجهيز طعامنا بأيدينا، لذلك لا وقت لدينا للتجمع دائما. ووصف أبو بكر محمد أن طقوس الجاليات الأفريقية في مكةالمكرمة خلال شهر رمضان المبارك تكون بالاختلاط مع الصائمين ومساعدة المحتاجين وإقامة السفر الرمضانية في المساجد الصغيرة، تحديدا في الأحياء الشعبية، التي تقطنها الجاليات الأفريقية. مضيفا: الأجواء الرمضانية تعيد لنا الروح الروحانية في رمضان بالتجمع واقتراب الأقارب مع بعضهم البعض رغم المشاغل.