انتقد أستاذ الدراسات التاريخية والآثار في جامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس ما اعتبره إهمال مسجد الحديبية على طريق مكة - جدة، مطالبا الجهات المختصة الاهتمام بالمكان التاريخي والعناية به، ملمحا إلى أنه لا يوجد شيء يدل عليه. وبين الدهاس ل «عكاظ» أن اللوحات التي تشير إلى المسجد تآكلت بفعل عوامل التعرية ولم تعد تفي بالغرض، وباتت بحاجة لتغيير، متسائلا عن دور الجهات المختصة في الاهتمام بالمنطقة الأثرية في الحديبية وإبرازها للسياح، خصوصا أنها شهدت أحداثا مفصلية في التاريخ الإسلامي. وشدد على أهمية توعية بعض الزوار الذين يتوجهون للمنطقة من أجل التبرك بالأحجار وتدوين العبارات التذكارية على حوائط أحد المساجد الأثرية في منطقة صلح الحديبية. وبين الدكتور الدهاس أن المنطقة سميت نسبة إلى بئر الحديبية قرب الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها ما عرف في التاريخ ببيعة الرضوان، وهناك رواية تعيد التسمية إلى شجرة حدباء كانت في ذلك الموضع، مشيرا إلى أنها اليوم تعرف بمنطقة الشميسي إلى الغرب من مكةالمكرمة وخارجة عن حدود الحرم، وهي تبعد حوالى 22 كم وهي على طريق مكةجدة القديم. وسرد الدهاس نبذة تاريخية عن منطقة الحديبية، ذكر فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى في منامه في المدينةالمنورة أنه داخل مكةالمكرمة محرما مع أصحابه آمنين محلقين رؤسهم ومقصرين، لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج بأصحابه في شهر ذي القعدة من العام السادس الهجري معتمرا لايريد حربا واستنفر العرب من حوله من أهل البوادي ليخرجوا معه وهو يخشى ردة فعل قريش، الذين قد يحاربونه ويمنعونه من دخول البيت. وقال الدهاس: خرج صلى الله عليه وسلم ومن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من العرب وساق معه الهدي وأحرم بالعمرة، إشارة إلى خروجه السلمي، حتى إذا كان بعسفان وهي بلدة صغيرة في شمال مكة تبعد عنها ب 80 كيلو، فجاءه من يخبره بأن قريش قد سمعت بخروجه وأعدت العدة لقتاله، فسلك عليه الصلاة والسلام طريقا مخالفا حتى إذا وصل إلى ثنية المراد وتعرف اليوم بفج الكريمي فهبط الحديبية على طريق مكةجدة القديم، مبينا أن ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم القصوى بركت، فضج الناس وقالوا خلأت القصواء، فرد عليهم صلى الله عليه وسلم: ما خلأت، وما هو لها بطبع ولكن حبسها حابس الفيل. وأفاد الدهاس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا تدعوني قريش اليوم إلى خطه سألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها»، موضحا أن الحوار بدأ بين قريش ومحمد صلى الله عليه وسلم، وانتهى الأمر بكتابة عهد بينهم في منطقة الحديبية المسماه الآن بالشميسي.