خلال سيْرك على طريق مكة - جدة القديم يشد انتباهك طوابير طويلة من باصات الزوار والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام المصطفة بجوار مسجد الشميسي بغرض زيارة المسجد ظنًا منهم انه الموقع الذي نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في السنة السادسة للهجرة النبوية لأداء العمرة وعقد صلح الحديبية وبيعة الرضوان ونظرا لغياب دور الموجّه والمرشد ظهرت العديد من المخالفات الشرعية والعقدية من تبرك وغيرها من التصرفات الخاطئة!!. وقال المعتمر محمد ماسومج من اندونيسيا انهم سعداء لزيارة هذا الموقع الأثري والمبارك وكان حريصا خلال زيارته للأراضي المقدسة زيارة المسجد والصلاة فيه لأخذ البركة فيه. اما المعتمر حسن جاكيت من تركيا فقال : إن الأراضي المقدسة مليئة بالأماكن الأثرية والتاريخية حيث يحرصون خلال تقديمهم طلب أداء العمرة الاشتراط بزيارة تلك الأماكن التي تحتضن جزءا من التاريخ الإسلامي المجيد. وقال المعتمر أحمد مولوي من دولة باكستان بأن هذه المواقع التاريخية في مكة ومن ضمنها مسجد الحديبية من أولويات في برنامج العمرة المعد مسبقا من باكستان وحضورنا لهذه المسجد المبارك للصلاة وأخذ البركة فيه. من جانبه قال الدكتور فواز الدهاس أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى بأن المسجد الحالي الموجود على طريق مكة – جدة القديم ليس هو مسجد الحديبية المذكور في السيرة النبوية الشريفة والذي يقوم بزيارته بعض الزوار والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام ظنا منهم بأنه مسجد الحديبية بينما في الواقع والحقيقة هو مسجد تم بناؤه في عهد الدولة السعودية بالقرب من موقع الحديبية والمسجد الحقيقي تم هدمه وطمس موقعه تماما والإشكال الحاصل هو ناتج عن الخلط بين الموقع الذي نزل به النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الحالي الذي تتم زيارته وقصة الحديبية كما ورد في السيرة وكما يعلم الجميع بأنه المكان الذي نزل فيه عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بنية العمرة في السنة 6 للهجرة النبوية جاء وساق الهدي معه . واضاف : عندما وصلوا إلى موقع الحديبية بركت ناقته القصواء صلى الله عليه وسلم فقال بعض الصحابة لقد هرت القصواء بمعنى رفضت السير فقال عليه الصلاة والسلام والهف ما هرت القصواء ولكن حبسها حابس ، بمعنى أن هناك أمرا إلهيًا بأن يبقى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكانهم فجلسوا هناك وتمت بيعة الرضوان عند شجرة ضخمة حدباء ذات ميلان حيث تم ذكر قصة بيعة الرضوان تحت الشجرة في سورة الفتح حيث عاد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة بعدها بعد عقد اتفاق صلح حديبية بين المسلمين وكفار قريش والمنطقة تعرف الآن بالشميسي نسبة إلى بئر كان يسمى بذلك الاسم نسبة إلى الرجل الذي حفر البئر الذي كان يسمى شُميس نسبة له وهنا نقطة مهمة يجب التنبيه لها بأن موقع الحديبية يقع داخل حدود الحرم وهي قبل أعلام الحرم منوّها بأن هناك اتفاقا بأن الموقع قريب من موقع المسجد لكن المسجد الموجود ليس هو مكان البيعة حيث أن بعض المواقع التاريخية والأثرية أسيئ استخدامها والتبرك فيها مادعا إلى طمس البعض منها.