أصبح الشاب أحمد بن حمد بن موسى، واحدا من أهم المرشدين السياحيين في محافظة العلا، متسلحا بتعليمه الجامعي في تخصص اللغة الإنجليزية، التي ساعدته على أن يكون مستمعا جيدا ومحاورا لبقا لكل من يزور المحافظة للاطلاع على معالمها التاريخية والسياحية. يقول أحمد إن بدايته في العمل مرشدا سياحيا كانت عام 1430ه في محافظة العلا، بعد أن تقدم للحصول على رخصة مزاولة مهام الإرشاد السياحي، معتمدا على المخزون الأثري التراثي العريق والكبير جدا في المحافظة، والمتمثل بآثار مدائن صالح وآثار الخريبة موطن الديدانيين واللحيانيين والمعينيين وكذلك قرح والمابيات التي كانت ثاني أكبر مدينة في الجزيرة العربية بعد مكةالمكرمة في العصور الإسلامية المبكرة، والبلدة التراثية القديمة وقلعة موسى بن نصير وسور السبعة وآثار سكة حديد الحجاز وغيرها من الشواهد الأثرية الكبيرة التي تشد وتستقطب السياح من كل مكان، وهذا ما يجعل هذا الجزء من المملكة يحظى بأهمية خاصة ويجعله يتبوأ مكانة خاصة على خارطة السياحة المحلية. وأشار إلى أن هذه الأهمية في تدشين موقع «مدائن صالح» رسميا ازدادت بعد تسجيله في لجنة قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، وهو موقع يحظى بمكانة أثرية لدى السياح والزائرين الذين يجدون أنفسهم في خضم رحلة سياحية ثقافية تاريخية مفعمة بالمختلف والجديد والغريب والممتع أيضا. وأوضح أحمد، أنه وجد في الإرشاد السياحي ميزات كثيرة أبرزها إعطاء صورة جيدة عن الإسلام، وصورة حقيقية أيضا عن وطننا الغالي، من حيث المنجزات الحضارية والمكتسبات التراثية والتاريخ العريق والتليد والأصيل، وأضاف بقوله: كما أن هذا المجال يتيح لي الاتصال بالعالم وكسب الخبرات والتجارب والمعلومات الثقافية والتواصل الإنساني مع الآخرين الذين ينشدون وينجذبون بقوة لما تزخر به المملكة من آثار خالدة وشواهد تاريخية عملاقة. وأشار أحمد إلى أنه مارس هذا العمل كهواية أحبها لما يتجلى فيها من التواصل الإنساني والتعارف، بالإضافة إلى أنه واجب وطني للتعريف بما تزخر به بلادنا من أماكن سياحية وتاريخية، وقال: «يجب على كل مواطن أن يكون مرشدا سياحيا بابتسامته وحسن تعامله أو الانخراط في هذا المجال حيث يحتاج إلى اجتياز اختبار القياس ودورة مهارات الإرشاد السياحي ودورة إسعافات أولية وحسن تصرف وأخلاق إسلامية مع البحث عن المعلومة الصحيحة» .. وأشار إلى أن التعامل مع السياح يحتاج إلى دبلوماسية والتحلي بخلق المسلم الراقي وإعطاء صورة مشرفة عن أبناء المملكة بالإضافة إلى مراعاة الاختلافات الدينية والاجتماعية والثقافية، لأنه يأتي إلينا أنماط وأجناس مختلفة من السياح عرب وأجانب مسلمين وغير مسلمين، من كبار وشبان، كل هؤلاء يحتاجون إلى تعامل وعناية خاصة.