«منذ عدة سنوات وأنا أبيع من خلال هذه البسطة أو الصندقة.. ومنها علمت أولادي إلى أن وصلوا لأعلى الدرجات». هكذا تحدثت «أم غازي»، واستطردت قائلة: «ابنتي الآن مبتعثة في أمريكا تدرس الماجستير، ويرافقها شقيقها الذي استغللنا فرصة تواجده هناك ليكمل دراسته على حسابنا، فيما ابنتي الأخرى تدرس البكالوريوس في الاحساء، وهكذا علمت أولادي وبناتي من بيعي الإقط والسمن والجنايب والخوج والسدو بأنواعه والمنسوجات الصوفية في هذه الصندقة المتواضعة وأفتخر بما وصلوا إليه وأطمح للمزيد». عن معاناتها ومن معها في سوق النعيرية النسائي تقول: «عامل البلدية يمتنع عن حمل برميل الزبالة إلا بعد أن ندفع له مبلغا من المال، وحتى الأوساخ أمام محلاتنا نأتي بعمال بين فترة وأخرى لتنظيفها، بينما موظفو البلدية يطالبوننا بإخلاء محلاتنا، لأنها كما يقولون معرضة للحريق، ويعدوننا بمحال بديلة بإيجارات رمزية، ونحن لا نمانع في أن نجد محلات نظيفة ومكيفة»، مستعيدة حادثة احتراق محلاتهن قبل 4 أعوام وخسارتهن ما يقارب ال70 ألفا، ولم يجدن التعويض! يذكر أن سوق النساء الشعبي في النعيرية، الذي يبدأ العمل فيه من بعد الفجر إلى المغرب، يستقطب الكثير من المتسوقين من داخل المملكة وخارجها، بينما جميع محاله التجارية عبارة عن صنادق بلا ماء أو كهرباء!