لم تمنع درجات الحرارة المتدنية في أوج موسم «الشبط» زوار مهرجان النعيرية، من الاستمتاع بمهرجان الربيع السنوي الحادي عشر الذي تتواصل فعالياته، وشهد حضوراً كثيفاً لمشاهدة البرامج التي تقام في مقر المهرجان، ومنها القرية الشعبية، والخيمة التسويقية، والأمسيات الشعرية اليومية التي تستمر من الثالثة عصراً حتى منتصف الليل، ويتخللها سحوبات وجوائز. وقامت أرامكو السعودية بحملة توعية للسلامة المرورية وحماية البيئة، من خلال معرض اشتمل على إقامة عدد من المحاضرات والمشاهد المرئية التي بيَّنت ما تخلفه الحوادث المرورية من مآسٍ ونكبات، بالإضافة إلى التركيز على جانب السلامة والمحافظة على البيئة أثناء التخييم في البر، لما لذلك من أهمية، خصوصاً في هذه الأيام، التي يكثر فيها الإقبال على المخيمات الصحراوية. كما سجلت الأسواق الشعبية في المحافظة توافد العديد من الزوار، وحظي سوق الخميس الشعبي الذي اكتسب شهرة واسعة، وأصبح مقصداً لكثير من الناس، لمشاهدة وشراء ما يُعرض فيه من مصنوعات، أبدعتها يد المرأة البدوية في النعيرية، وتباع في السوق كذلك الأشياء التراثية، وبخاصة ما يُستخدم للإبل مثل «الشداد» المصنوع من ليف النخل، والخشب الذي يضعه صاحب الإبل على ظهرها، قبل ركوبها، و»الخرج» المصنوع من صوف الأغنام، ويوضع على جانب الإبل، كوسيلة لحمل الأشياء، وهو يُشبه إلى حد ما الشنطة اليدوية، ويوجد أيضاً «الشمايل، والمراير، والجنايب»، وكلها تستخدم للإبل، وتتوافر بشكل كبير داخل السوق، وأيضاً «الصميل»، وهو ما يُصنع من جلد الأغنام، لحفظ اللبن والحليب، ويتم خض الحليب بواسطته، حيث يعطي اللبن طعماً مميزاً ولذيذاً، ويباع في السوق أيضاً «السمن البري، والاقط». وشهد سوق «الفقع» توافد العديد من الزوار لشراء الفقع بنوعيه «الزبيدي(الأبيض) والخلاصي(الأسود)» وتوقفت مجموعة من السيارات بجانب السوق الشعبي، لعرض كميات كبيرة من الفقع المستورد من ليبيا والجزائر، الذي يتجاوز سعر العبوة متوسطة الحجم 800 ريال، فيما يصل سعر الكيلو الواحد إلى 200 ريال وأكثر.