لم تسعف أقدام الرئيس الإيراني محمود نجاد في إظهاره كقائد حرب منتصر حملته طائرته إلى « أرض إماراتية» فسعى لذلك، حال دونه قصر قامته ورؤيته بحيث جعلاه يبدو كمتدرب على دور لم يكن ليجيده في أحسن الأحوال. هذا المشهد رآه العالم عندما حطت طائرته العسكرية على أرض جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة ما أعاد بنا التاريخ إلى استمرار لحظات التدخلات الإيرانية المغرضة في الشأن الخليجي، ما يعكس رؤيتها العنصرية الإلغائية التي أوصلت رئيسها إلى حد نفي « أن تكون هناك ثقافة أو حضارة باستثناء الحضارة الإيرانية». نسي نجاد أو تناسى أن اسمه عربي!! وأنه لولا الحضارة العربية لكانت بلاده ما زالت تسرج الزيت لنار ساسان العظيم، فالعروبة انتماء إنساني وفعل فتح لا قهر . المسألة الإيرانية لم تكن يوما مسألة جزر احتلت عام 1971، وترفض إيران الخميني على حد سواء إعادتها إلى أصحابها إنما هي أحلام نفوذ أعمى، وفعل حقد غريب حملته سياسة فارس على الدوام. وإلا كيف نفسر سيطرتها على الأهواز لتغريبها عن عروبتها وانتمائها على مختلف عهود العراق السياسية وتصريح مسؤوليها الكبار عن «حقوقهم التاريخية المزيفة في المنطقة» . إيران لم تعد بعد اليوم جارا للعرب يحفظ حق الجوار ومعانيه، بل هي دولة استبدلت شعار تصدير الثورة بتصدير النفوذ علها تكسب لقب « اللاعب الدولي» وهو إن تحقق فإنه لن يجعلها تكسب ود من خبر نفوذها جيدا عبر فرق الموت في العراق وقمع الشعب الأعزل في سورية ومن خلال استبداد وطائفية حزب الله في لبنان وهو لا ينتظر منها بطبيعة الحال تقديم شيء مختلف عما تقدم « فالإناء ينضح بما فيه»