صدرت مؤخرا رواية «لوعة الغاوية» للروائي عبده خال، وهي تحكي قصة حب متشابكة بين شخوص الرواية، وإن ظهرت مركزة بين طرفين، إلا أن بقية الشخوص يتجاذبون تلك المشاعر مع تفاوت نسبي بين كل حالة وأخرى، ولكن يصل الحب باحدى شخصيات الرواية إلى حالة مرضية تدفعها إلى التعلق بتلك المشاعر لسنوات طويلة تقضيها في البحث عما فقدته من غير انطفاء جذوة عشقها. وتسير «لوعة الغاوية» في خطين متوازيين، كل خط منهما يتخذ منهجا سرديا مستقلا، حيث يتواجد سرد بضمير العالم وهو ما يخص بطل الرواية مبخوت، وخط ثان استخدم فيه الروائي ضمير المتكلم وكل سارد منهما أسس عالمه السردي بما يفضي إلى تكاملية السردين. وتغوص الرواية في دهاليز النفس البشرية باحثة عن الأسباب المؤدية إلى الشعور بالفقد وإن كانت في جزء منها تسعى إلى تأسيس ذاكرة الحرب وأثرها على البسطاء وتحوير حياتهم من الطمأنينة إلى الفقد وهي المتوازية المقابلة داخل العمل، وتطوف عبر كل ذلك بقرى الجنوب القابعة على الشريط الحدودي قاطفة وجوها وقلوبا مزقتها اللوعة وبكت على ديارها من غير أن تجرؤ على اقتحام خط النار إلا أن الحب يتمادى في اختراق كل الخطوط الحمراء كما فعلت بطلة الرواية حين حولت شوارع جدة إلى بحث متواصل يجعلها تخترق تلك الحدود بحثا عما فقدته.