تمسكت موسكو وبكين بموقفهما السلبي إزاء الأزمة السورية خلال جلسة مجلس الأمن الدولي في نيويورك أمس، في حين دعتهما واشنطن وباريس إلى تغيير سياستهما حيال نظام الأسد. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمام مجلس الأمن الدولي «نعتقد أنه حان الوقت لكي تدعم كل الدول، حتى تلك التي جمدت جهودنا سابقا، الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية». ورفضت كلينتون أية مساواة بين عمليات القتل المتعمدة على يد الآلة العسكرية الحكومية وأفعال مدنيين محاصرين اضطروا للدفاع عن أنفسهم. من جهته، شدد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس، على أهمية أن تدفع السلطات السورية ثمن أفعالها أمام القضاء الدولي، مطالبا بإعداد الظروف لإحالة المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية. ودعا جوبيه في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الصين وروسيا إلى الإنصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام إلينا في إدانة القمع في سوريا. بدوره، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الرئيس السوري بشار الأسد أمس، على التحرك خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن مقترحات للسلام قدمها كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا. في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمس أنه يجري حاليا «التلاعب» بمجلس الأمن بشأن الأزمة في سوريا على غرار ما حصل بشأن الأزمة في ليبيا في السابق، لافتا إلى أن العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من أجل تغيير النظام في سوريا تشكل «وصفات خطرة لتلاعب جيوسياسي لا يمكن إلا أن يؤدي إلى امتداد النزاع» في سوريا. بينما رفضت الصين على لسان سفيرها في الأممالمتحدة لي باودونغ أي تدخل عسكري في سوريا، لكنها قالت إنها لا تملك «مصالح خاصة» لتدافع عنها في هذا الملف.