دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإثنين بشار الأسد الى التحرك «خلال الأيام القليلة المقبلة» للرد على اقتراحات الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي أنان لوضع حد للمجازر التي يرتكبها بحق شعبه الأعزل. وقال أمام مجلس الأمن يوم الإثنين «أدعو مجلس الأمن إلى العمل بشكل موحد لوضع حد .. لعمليات (النظام السوري) المعيبة .. ودعم مهمة انان لمساعدة سوريا على تجنب كارثة أكبر». وقال انان إن «قتل المدنيين يجب أن يتوقف الآن» في سوريا. وأضاف في تصريح مقتضب في مطار أنقرة نقلته قناة «ان تي في» التركية «على العالم أن يبعث برسالة واضحة (الى النظام السوري) بأن هذا الوضع غير مقبول». وتحدث انان عن وضع «معقد» في سوريا داعيا في الوقت نفسه دمشق للسماح بحرية وصول المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة. ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ضمنا كلا من الصين وروسيا الى تغيير موقفهما، داعية «كل الدول» الى دعم خطة الجامعة العربية لسوريا. وقالت في اجتماع مجلس الامن الدولي المخصص للثورات العربية «نعتقد انه حان الوقت لكي تدعم كل الدول، حتى تلك التي جمدت جهودنا سابقا، الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية». وتابعت قولها أمام نظيرها الروسي سيرغي لافروف والسفير الصيني في الأممالمتحدة، إن «الشعب السوري يستحق أن ينعم بالفرصة نفسها التي سنحت للتونسيين والمصريين والليبيين للتمكن من تقرير مصيره». ودعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الى محاسبة نظام بشار على جرائمه أمام القضاء الدولي وإعداد الظروف لإحالتهم الى المحكمة الجنائية الدولية. ودعا في كلمته أمام مجلس الأمن «الصين وروسيا الى الانصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام الينا» في ادانة القمع في سوريا. وقال إن «جرائم النظام السوري يجب الا تبقى من دون عقاب» مضيفا «سيأتي اليوم الذي ستحاسب فيه السلطات المدنية والعسكرية في هذا البلد على أفعالها أمام القضاء». وقال جوبيه ايضا ان تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة «يؤكد أن جريمة ضد الإنسانية ترتكب» في سوريا. من جهته، زعم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه يجري حاليا «التلاعب» بمجلس الامن بشأن الأزمة في سوريا على غرار ما حصل بشأن الأزمة في ليبيا في السابق. وادعى أمام مجلس الأمن أن العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من أجل تغيير النظام في سوريا والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سوريا، تشكل «وصفات خطرة لتلاعب جيوسياسي لا يمكن الا أن يؤدي الى امتداد النزاع» في سوريا. ودعا الى «وقف اعمال العنف من اي مصدر كان»، سواء كان من النظام او المعارضة، وهو الأمر الذي رفضته كلينتون التي أكدت أنه لا يمكن المساواة بين الضحية والجلاد في سوريا. كما رفضت الصين اي تدخل عسكري في سوريا وزعمت أنها لا تملك «مصالح خاصة» لتدافع عنها في هذا الملف، كما اعلن سفيرها في الاممالمتحدة لي باودونغ اثناء نقاش في مجلس الأمن الدولي الإثنين. وتريد الصين من وراء هذا الكلام تبرير استخدامها لحق الفيتو مرتين ضد قرارين لمجلس الأمن حول سوريا.