قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون امس إنه يجب على الرئيس السوري بشار الأسد إنهاء العنف ضد المتظاهرين المناهضين لحكومته قبل إمكانية مطالبتهم بالتوقف عن الدفاع عن أنفسهم. وقالت بعد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي "يتعين على حكومة الأسد أولا وقبل كل شيء أن توقف العنف." واضافت "ما إن تتحرك الحكومة السورية سنتوقع من الآخرين إنهاء العنف أيضا. لكن لا يمكن توقع أن ينهي المواطنون العزل في مواجهة هجمات المدفعية الدفاع عن أنفسهم قبل التزام نظام الأسد بفعل ذلك." ودعت كلينتون ضمنا كلا من الصين وروسيا الى تغيير موقفهما حيال سوريا، داعية "كل الدول" الى دعم خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة السياسية والانسانية في هذا البلد. وقالت كلينتون "نعتقد أنه حان الوقت لكي تدعم كل الدول، حتى تلك التي جمدت جهودنا سابقا، الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية". واضافت كلينتون "على المجتمع الدولي ان يقول بصوت واحد، من دون تردد (...)، ان عمليات قتل سوريين أبرياء يجب ان تتوقف وأن تبدأ عملية انتقال سياسي". وتابعت الوزيرة الاميركية التي كانت تتحدث خصوصا امام نظيرها الروسي سيرغي لافروف والسفير الصيني في الاممالمتحدة، ان "الشعب السوري يستحق ان ينعم بالفرصة نفسها التي سنحت للتونسيين والمصريين والليبيين للتمكن من تقرير مصيره". من جانبه اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الاثنين انه يجري حاليا "التلاعب" بمجلس الامن بشأن الازمة في سوريا على غرار ما حصل بشأن الازمة في ليبيا في السابق. وقال لافروف امام مجلس الامن في نيويورك ان العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من اجل تغيير النظام في سوريا والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سوريا، تشكل "وصفات خطرة لتلاعب جيوسياسي لا يمكن الا ان يؤدي الى امتداد النزاع" في سوريا. وبشأن سوريا، دعا الى "وقف اعمال العنف من اي مصدر كان"، سواء كان من النظام او المعارضة، واضاف ان موسكو "تدعم بقوة" مهمة الوساطة التي يقوم بها كوفي انان موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا. فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاثنين ان على السلطات السورية ان "تحاسب على افعالها أمام القضاء" الدولي، ودعا الى "اعداد الظروف لاحالة" الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية. ودعا جوبيه في كلمته امام مجلس الامن "الصين وروسيا الى الإنصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام الينا" في إدانة القمع في سوريا. واضاف جوبيه ان "جرائم النظام السوري يجب ألا تبقى من دون عقاب" مضيفا "سيأتي اليوم الذي ستحاسب فيه السلطات المدنية والعسكرية في هذا البلد على افعالها امام القضاء". الى ذلك حذر مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من أن أي تدخل عسكري في سوريا قد يكون محفوفاً بالمخاطر وقد يتطلب أسابيع من الغارات الجوية التي تشنها القوات الأميركية حصراً ما يهدد بمقتل عدد كبير من المدنيين ويجذب البلاد أكثر نحو الحرب الأهلية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في البنتاغون أن سوريا تشكل مشكلة أكبر بكثير من ليبيا حيث تطلب الأمر فيها 7 أشهر من الغارات الجوية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) ألقت فيها مئات الطائرات نحو 7700 قنبلة وصاروخ.وعلى الرغم من أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ديمبسي قال الأسبوع الماضي أمام مجلس الشيوخ إن الولاياتالمتحدة تمتلك القدرة لشن غارات جوية مستمرة في سوريا، إلا أن المسؤولين الدفاعيين قالوا إنهم يقلقون من 4 تحديات، هي خطر مهاجمة الدفاعات الجوية الروسية التي تمتلكها سوريا والموجودة بالقرب من مناطق كثيفة سكنياً ما سيؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا حتى لو كانت الغارات دقيقة، وتسليح المعارضة المنقسمة، واحتمال بدء حرب بالوكالة مع إيران وروسيا، الحليفين الرئيسين لسوريا، وغياب (حتى الآن) حلف دولي يرغب في العمل العسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال أحد المسؤولين إن إنشاء "ملاذات آمنة" للمدنيين في سوريا عملية معقدة جداً إلى درجة أن المخططين العسكريين يدرسون احتمال إرسال قوة برية أميركية للمساهمة في إقامة هذه الملاذات والحفاظ عليها في حال إقامتها. من جهتها أكدت ايران مجددا الاثنين "دعمها الكامل" للحكومة السورية محملة الدول الغربية والعربية مسؤولية تفاقم الازمة التي اوقعت آلاف القتلى منذ عام. وقال نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان ان "الجمهورية الاسلامية في ايران تشدد على دعمها الكامل للشعب والحكومة في سوريا"، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية.واضاف ان "الدول الغربية والعربية التي تدعم انعدام الاستقرار والأمن في سوريا مسؤولة عن تفاقم الأزمة". من ناحية اخرى قال الموفد الغربي والدولي الى سوريا كوفي انان الاثنين في انقرة ان "قتل المدنيين يجب ان يتوقف الآن" في سوريا. وقال انان في تصريح مقتضب أدلى به في مطار انقرة ونقلته قناة "ان تي في" التركية: إن "قتل المدنيين يجب ان يتوقف الآن. وعلى العالم ان يبعث برسالة واضحة (الى النظام السوري) بأن هذا الوضع غير مقبول". وتحدث أنان عن وضع "معقد" في سوريا داعيا في الوقت نفسه دمشق للسماح بحرية وصول المساعدات الانسانية الى المدنيين المحتاجين في المناطق التي تشهد حركة احتجاجية ضد النظام.