• لم أرفضه عندما تقدم طالبا الاقتران بي، وجدت فيه كل المواصفات المطلوبة في شريك العمر، وما إن زال شهر العسل الإ وعاد زوجي إلى نظام العزوبية يسهر مع أصدقائه لساعات طويلة، ويتسمر أمام التلفاز دون أي اهتمام بي، لا أجده يتفاعل مع مواضيعي التي أناقشه فيها، وبصراحة أخشى أن يتطور الأمر وتصبح حياتنا قصة مجردة من الحب ومن كل المعاني الجميلة، فبماذا ترشدونني ؟ وفاء (جدة) • يا أخت وفاء، عرضنا مشكلتك على أستاذ التربية الإسلامية المقارنة في كلية التربية في جامعة أم القرى الدكتور نجم الدين عبدالغفور الأنديجاني فقال: هذه المشكلة للأسف من المشاكل الملموسة في مجتمعنا في وقتنا المعاصر وبالتحديد خلال السنوات الخمس الأخيرة؛ وغير مقتصرة على الأخت وفاء فقط، بل العديد من المتزوجات حديثا يشكون من أزواجهن الشباب الذي مازالوا يعيشون على نظام العزوبية ويفضلون قضاء جل أوقاتهم خارج المنزل برفقة الأصدقاء أو التسمر أمام التلفاز أو الانترنت دون أي مراعاة لمشاعر الزوجة، وخصوصا إذا كانت عروسا في عامها الأول، وتكون المعاناة أكثر إذا رزق الزوجين بمولود، فيترك الزوج كل المسؤولية على عاتق زوجته ويعيش حياته القديمة؛ وبالطبع هناك أسباب عديدة لذلك أبرزها تأثيرات التربية والأصدقاء. والزوجة في كل الأحوال مظلومة في هذا الجانب، لأنها بعد الزواج تبحث عن حياة جديدة ملؤها الحب والاستقرار، ولكن عندما تجد غياب الزوج وعدم اهتمامه بمشاعرها وأحاسيسها فإن الأمر يتطور تدريجيا وقد يصل إلى مالا يحمد عقباه. أتمنى من العرسان الجدد وهم على قدر كبير من الثقافة أن يدركوا ويستشعروا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم بعد الزواج، وأان يتجنبوا نمط حياة العزوبية وأفكارهم القديمة، من أجل بناء حياة مستقرة بعيدا عن أية مهاترات وتوترات تقود في النهاية إلى أبغض الحلال إلى الله، وللزوجة أقول: اصبري فإن الله مع الصابرين؛ وتأكدي بأن الزمن كفيل إن شاء الله في تحسين علاقتكما، وهنا عليك التقرب أكثر منه وشرح هذه الأمور بأساليب هادئة ومحببة، وفقك الله.