• لا أعرف كيف أشرح معاناتي، ولكنني أسردها باختصار حيث إن والدي الكريم يريدني زوجة لإبن صديقه، وبصراحة أنا لا أريده واستخرت الله في ذلك ولم أرتح، خائفة أن أفصح عن ردي لوالدي فيكون رد فعله عكسيا أو يتعرض لأي عارض صحي، وخصوصا أنه يحبني جدا وقريب من مشاعري وأحاسيسي وأنا لا استطيع أن أرفض له أي طلب، فبماذا تنصحونني؟ أسيل محمد جدة يا أسيل، عرضنا مشكلتك على أستاذ التربية الإسلامية المقارنة في كلية التربية بجامعة أم القرى الدكتور نجم الدين عبدالغفور الأنديجاني فقال: نعاني كثيرا من مثل هذه الإشكاليات الاجتماعية في مجتمعنا رغم متغيرات ظروف الحياة، وبالطبع فإن طاعة الوالدين أمر أوصى به الله سبحانه وتعالى ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي الحنيف، وبالتالي فإن مواضيع الزواج لابد أن تأخذ في كل الحسابات والأبعاد اعتبارات أن هذه الرابطة هي حياة ومستقبل وكيان أسرة. وبما أنك استخرت الله سبحانه وتعالى ونتج عدم ارتياحك فإن عليك مصارحة والدك بطريقة محببة هادئة ولا سيما أنه يحبك جدا وقريب من وجدانك مع التأكيد على طاعتك له وأن هذه الطاعة لا تتعارض مع موضوع الزواج، فليس من حق أي والد أن يجبر ابنته بشخص لا ترغبه ولا ارتاحت له بعد استخارة الله تجنبا للعواقب غير المحمودة التي تحدث فيما بعد، وفي مجتمعنا نماذج عديدة وخصوصا بين الأقارب عاشوا هذه المعاناة رغم الزواج وإنجاب الأطفال ومرور سنوات وذلك لغياب القناعة. والمشكلة الحقيقية أن كثيرا من الآباء لا يعطي أي أهمية لرأي ابنته وكل همه أن يكون المتقدم عريسا مقتدرا ويعمل في وظيفة مرموقة أو يجامل أصدقائه أو تكون هناك منفعة مالية دون النظر إلى رغبة ابنته. فخير ما انصحك به هو مصارحة والدك بطريقة هادئة وإذا كانت الأم أقرب لكِ فعليك بمصارحتها حتى تشاركك هي الأخرى في هذا الموضوع.